-A +A
منى المالكي
السطر الجميل الذي أبدعه معالي المستشار تركي آل الشيخ في تكريمه للفنان أبو بكر سالم يرحمه الله، رسالة مفتوحة لكل المؤسسات الثقافية في المملكة بأن ينقبوا عن تلك الآثار والرموز والعطاءات السعودية الثقافية الخالدة لتقديمها في صورتها البهية الشامخة لجيل الشباب، هذا الجيل الذي لا بد وأن يعلم أنه يكمل مسيرة دولة حفلت بعلمائها ومثقفيها وفنانيها نساءً ورجالاً الذين قدموا لهم هذا الإرث الذي يبنون عليه طموحهم الآن في رؤية وطن نستحق جميعاً العيش فيه لأننا عشاقه.

وفي عودة لذلك السطر الذهبي تكتمل الصورة باللحظة الجميلة التي قدم فيها معالي المستشار كلمة وفاء وعرفان لزوجة الفنان الراحل أبو بكر سالم وكأني به يقول إنها من كل سعودية وسعودي عاش لحظات الفرح مع صوت الفنان الشجي الذي أتعبنا ترحالاً في وديان غوايات الفن والحب.


حملت ليلة التكريم الرائعة سطوراً عميقة لمن يقدمها في قالب شهي لشباب التواصل الاجتماعي، فمن أعظم هذه الرسائل أن الفن السعودي في وقت كان إعلامنا في بداياته وحضورنا الثقافي يخطو خطواته الأولى، سطر الفن السعودي أجمل لوحاته فكانت القاهرة وبيروت عواصم للفن السعودي بألوانه المتعددة أداءً وحضوراً، حتى بلغ ذلك الفن قمته مع أغاني السيدة أم كلثوم من كلمات الأمير عبدالله الفيصل، وسفراء الوجدان السعودي طلال مداح يرحمه الله تعالى، وأبو نورة حفظه الله.

هذا كله وأكثر ما تحمله ليلة التكريم الخالدة، فهل نتوقع مثل هذا التكريم لمحمد حسن عواد، حمزة شحاتة، عبدالله بن خميس، محمد الثبيتي، ثريا قابل، هنا لا بد للبوصلة أن تتجه لوزارة الثقافة في انتظار إستراتيجية نريد منها الكثير والكثير!

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@