-A +A
عبير الفوزان
سعدت كثيرا بذلك اليوم الواحد الذي كان بمثابة احتفالية إعلامية لافتة. منتدى مسك للإعلام لم يكن إلاّ جانبا من الجوانب الهامة التي ترعاها مسك الخيرية. لقد تراءى لي هذا المنتدى لوهلة كسوق إعلامية يليق بها النهوض.

ماذا لو أصبحت مسك ذلك الوجه العصري والحصري لسوق عكاظ؟!


عكاظ.. السوق التاريخي الجامع لكل شيء في زمن يرجع لأكثر من 1500 عام، حيث كان يجتمع فيه الشعراء والخطباء والتجار ووفود القبائل وحتى الرهبان والمتخاصمون! اليوم هل نحتاج إعادة هذا السوق بحذافيره، أما أننا نحتاج أن يكون ختام ذلك السوق، الذي يعد من أيام العرب، مسكا؟!

هل عكاظ بصورته التاريخية سيكون مؤثرا في أبناء هذا العصر، وهل سيكون شائقا لهم وهم يشاهدون عروضا مسرحية خرجت بشكلها فقط من الزمن القديم لحاضرنا؟!

تحاصرك الأسئلة مثلما حاصرتني في منتدى مسك للإعلام، فالإعلام الجامع لكل شيء لايتوقف عند مبادرة من مبادرات مسك الخيرية كـ(مغردون) أو (شوف)، بل يفترض أن يكون هو تلك السوق الحاضرة التي تجمع ما بين الأدباء والساسة ورجال الاقتصاد والفنانين، فمنصات مسك لايجب أن تتوقف عند جيل واحد أو مبادرات محدودة، فما تملكه مسك الخيرية من تطلعات يؤهلها -بلاشك- أن تؤسس لقوة ناعمة مختلفة في المملكة العربية السعودية.

وأخيراً.. ماذا لو كانت مسك هي تلك الصورة الجديدة لسوق عكاظ الذي كان يجمع كل ما كانت تجمعه أيام عكاظ، ولكن بمعطف ومنعطف جديد يليق بهذا الزمن. حيث تمتزج فيه الخبرات المتنوعة، وتتلاقى فيه الأجيال المختلفة وحتى الاهتمامات المتنوعة.. إن مسك يليق بها أن تكون سوقا عربية للإعلام الذي يجمع السياسة والثقافة والأدب والتعليم والاقتصاد.. ولا بأس أن يكون هناك مغردون وسنابيون وانستغراميون.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com