رئيس مجلس الشورى
رئيس مجلس الشورى
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ أن المملكة تحرص على نصرة أشقائها، بكل ما حباها الله من وسائل ومقومات، مسخرة مكانتها الإسلامية والسياسية والاقتصادية إسلامياً وعربياً ودولياً، في سبيل إحقاق العدل ورفع الظلم.

وقال في كلمة أمام المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي المنعقد بالعاصمة الأردنية إن السعودية تؤكد أن مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والدولية ثابتة وواضحة، حيث تعد القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها استشعاراً لمكانة القدس الشريف المبارك، وأشار آل الشيخ إلى أنه في جميع القمم العربية واللقاءات الدورية كانت القضية الفلسطينية ولا تزال هاجس خادم الحرمين الشريفين الأول دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة على أراضيه، لافتاً الانتباه إلى أن المملكة تستند في دعمها للقضية الفلسطينية إلى ثوابت ومرتكزات تهدف في مجملها إلى تحقيق السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

فلسطين في وجدان العرب والمسلمين

وشدد رئيس الشورى على رفض المملكة بشكل قاطع أي مساس بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، مؤكداً موقف المملكة الثابت باستنكار ورفض أي قرار يدعو إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لقوى الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد ذلك خادم الحرمين الشريفين في لقائه أخيراً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبين الدكتور عبدالله آل الشيخ أن القضية الفلسطينية تحتل مكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين الذي أطلق على القمة العربية التاسعة والعشرين التي عُقدت في الظهران «قمة القدس» مترجماً في ذلك ما يكنه للشعب الفلسطيني، وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، وما أشار إليه في كلمته خلال افتتاح القمة بقوله: «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، وما تمخض عن هذه القمة من «إعلان الظهران» الذي أكد أهمية القضية الفلسطينية وجوهريتها عربياً وإسلامياً، وإن عقدنا لهذا المؤتمر تحت عنوان «القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين» يعكس إيماننا الصادق بأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الإسلامية والعربية الأولى.

وأضاف آل الشيخ «في هذا التجمع البرلماني العربي لا يفوتنا أن نبعث التحية الصادقة للشعب الفلسطيني المرابط والصامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ونخص بالتحية أسرانا في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي المعتقلين بغير وجه حق، كما نخص منهم النواب البرلمانيين الفلسطينيين، وندعو المجتمع الدولي للوقوف معنا في سبيل إطلاق سراحهم والإفراج عنهم».

أكبراستجابة إنسانية لمساعدة اليمنيين

وفي الشأن اليمني، جدد رئيس مجلس الشورى تأكيد المملكة دعمها للشرعية في اليمن في مواجهة عبث مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وذلك من خلال قيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مشيراً إلى تأييد المملكة للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الدولية ذات الصلة، وذلك للوصول إلى تسوية شاملة في اليمن.

واستعرض ال الشيخ الجهود الإنسانية في اليمن وقال إن المملكة حرصت على أن تكون أول من استجاب لنداء الأمم المتحدة العاجل لإغاثة اليمن بتنفيذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال الفترة الماضية أكبر خطة استجابة للإغاثة الإنسانية في تاريخ الأمم المتحدة لمساعدة الشعب اليمني، حيث بلغ إجمالي ما قدمته المملكة لليمن منذ العام 2014 أكثر من 13 مليار دولار أمريكي، كان آخرها نصف مليار دولار أمريكي قدمته المملكة الأسبوع الماضي في مؤتمر المانحين لليمن لعام 2019 المنعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة.

مسار سياسي لحل الازمة السورية

وأشار رئيس الشورى إلى أن المملكة تؤكد وقوفها مع الشعب السوري الشقيق، وحقه في سلامة أراضيه واستقلالها ووحدتها، كما تؤكد على أهمية الأخذ بشكل جاد بمسار الحل السياسي لحل أزمته، بما يضمن استقرار سورية وأمنها، ومنع التدخل الأجنبي، وذلك بموجب قرار مجلس الأمن 2254، كما تتطلع المملكة إلى استمرار دعم جهود المبعوث الأممي.

وقال: لا شك أننا ندرك جميعاً مدى خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على استقرار الأوضاع الأمنية، وعلى سير برامج التنمية في جميع دول العالم، لذا يجب أن تتضافر جهودنا في سبيل التصدي لجميع أشكال الإرهاب ومنظماته، والمشاركة في الجهود الدولية لمحاربته والقضاء على مظاهره، وسن المزيد من القوانين والتشريعات المجرمة للعمليات والجرائم الإرهابية بجميع أشكالها، وتجفيف منابع الفكر الإرهابي، ومصادره التمويلية، ووضع قوائم بأسماء التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وفضحها ومحاربتها.

وأردف قائلاً: لا يمكن الحديث عن خطر الإرهاب ودعم الإرهابيين دون الإشارة إلى مصدره، والراعي الرسمي له، وعموده الفقري، النظام الإيراني، وما يقوم به من سياسات عدائية، وأعمال إرهابية، وتصدير للفكر الإرهابي، ودعم للمنظمات الإرهابية، وإشعال للفتنة الطائفية والحروب الأهلية، وتدخلٍ في الشؤون الداخلية للدول، خصوصا في عالمنا العربي، دون احترام لأصول الدين الإسلامي أو مبادئ حسن الجوار.

وعبر رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته عن آمله في أن يُشكِّل هذا المؤتمر نقطة تحول في مسيرة العمل العربي البرلماني المشترك، والعمل بجهد على توثيق آفاق التعاون، وتحقيق أهداف الاتحاد، خدمة لمصالح الشعوب العربية.