-A +A
خالد السليمان
معظم المعايير التي استندت إليها مجلة U.S. News ‪&‬ World Report في تصنيف المملكة العربية السعودية كتاسع أقوى دولة في العالم استندت إلى تأثيرها الاقتصادي كقوة نفطية، والسياسي كلاعب مؤثر على الساحة الدولية، والثقافي الحضاري كحاضن للحرمين الشريفين وقبلة للمسلمين، وأخيرا كقوة عسكرية إقليمية فاعلة !

المكانة السعودية وتأثيرها في المجتمع الدولي لا تحتاج إلى شهادة تقرير صحفي، فهي حقيقة واقعة تؤكدها الأحداث ودور المملكة الفاعل في المنظمات العالمية والمؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، لكن ما يهمني في هذا المقال التأكيد لبعض من ينتقدون إسهامات المملكة في تقديم المساعدات والدخول في شراكات استثمارية مع الدول الصديقة والمجاورة، أن مثل هذه الإسهامات والشراكات هي أدوات ناعمة أساسية في صناعة النفوذ الإقليمي والدولي وخلق التأثير الذي يحقق المصالح ويحميها، ودونها لا تستطيع أن تخلق التأثير المطلوب لرعاية مصالحك وتعزيز نفوذك، وستكون في عزلة تضعف من قدرتك على التأثير في الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية، وبالتالي حماية مصالحك الاقتصادية والسياسية والعسكرية !


المملكة تملك كل مقومات اكتساب دور القوة الإقليمية المؤثرة، ومن حسن حظ العالم أنها تلعب دورا إيجابيا لا يسعى لتوسيع دائرة نفوذ أو فرض هيمنة في محيطها، بل كانت وما زالت تنهج سياسة تساعد على تحقيق السلم الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي إقليميا ودوليا، تساعد أصدقاءها على تجاوز أزماتهم الاقتصادية وتمد يد العون بكل سخاء لبرامج الإغاثة الإنسانية !

السعودية اليوم قوة عالمية، ليس لأنها تملك قنابل نووية أو صواريخ عابرة للقارات أو لأنها تملك حبلا تخنق به العالم اقتصاديا، بل لأنها دولة اختارت أن تكون من عناصر الماء والهواء في عالم يريد الحياة !