-A +A
حمود أبو طالب
واجهنا في المملكة كثيراً من الهجوم المنظم من منظمات تدعي علاقتها بحقوق الإنسان، ووسائل إعلام، ومنصات رأي، بل وحتى بعض الدول التي لها مواقف سلبية مسبقة تجاه المملكة لأسباب مختلفة، وذلك بسبب المجموعة التي اعتقلهم جهاز أمن الدولة بسبب التهم الموجهة لهم بالعمل مع جهات معادية للمملكة بغرض تهديد الأمن والإخلال بالسلم المجتمعي ومحاولة اختراق مؤسسات حكومية مهمة لجمع معلومات وتجنيد أشخاص للعمل ضد الوطن.

هل كنا سعيدين بالقبض عليهم بتلك التهمة؟. إطلاقا لا يمكن أن يسعد مواطن بخبر كهذا، من حيث إن بعضاً من أهله وبني جلدته ومجتمعه الذين ينتمون جميعاً إلى نفس الوطن يتم القبض عليهم وتوجيه تهمة شنيعة لهم مثل هذه التهمة. إنه ألم شديد وحزن أشد أن يسمع مواطن ذات يوم أن أخاه أو أخته في الوطن تم توجيه تهمة شائنة إليهم كتلك، ولكن في نفس الوقت يكون ذلك الخبر المؤلم مصدر سعادة واطمئنان بأن لدينا من ينتبه إلى الثغرات التي تحاول اختراق الوطن من أخطر الجوانب.


خلال الفترة التي تلت القبض على تلك المجموعة تحولت القضية من أمن دولة إلى معتقلي رأي وبطش بالإصلاحيين وقمع لدعاة الحريات العامة وتكميم أفواه الدعاة والداعيات إلى الحقوق السياسية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان بصفة العموم، خاضت كثير من وسائل الإعلام في ذلك، وحاولت تشويه صورة الدولة والوطن لدى الداخل، مستغلين جهل البعض بالجوانب الحقوقية والقانونية ونظام الإجراءات الجزائية ومفاهيم الادعاء وطبيعة عمل النيابة والمحاكم المتخصصة، أي الجهل بمسار الإجراءات العدلية من الاتهام إلى صدور الأحكام.

كنا ننتظر ونتمنى قول شيء بخصوص هذه القضية، وأخيراً صرحت النيابة العامة باستكمال التحقيقات وتحويل الملف إلى المحكمة المختصة، وبذلك نكون قطعنا نصف الطريق، أما نصفه الآخر فنرجو ألا يطول في المحكمة المختصة، لنتأكد نحن المواطنين أن لدينا عيونا تحمي وطننا، وقضاء مستقلا ينصف البريء ويعاقب المذنب، ولكي يعرف الذين استغلوا هذا الملف عمداً ضد المملكة أنهم راهنوا على الخسران. نريد أن يعرف الجميع داخلاً وخارجاً ماذا حدث.

* كاتب سعودي