-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
فخر كبير جدا أن لدينا حوالى 30 جامعة حكومية و12 جامعة أهلية وخاصة، ومؤسف جدا أننا نفتقر للدراسات الاجتماعية والأبحاث والإحصاءات والأرقام الدقيقة التي يمكن أن تسهم بها تلك الجامعات في إمداد جهات التشريع ورسم الإستراتيجيات بأرقام صحيحة للحالات، وتقارير دقيقة عن الممارسات، ونتائج أبحاث علمية محكمة لأسباب مشاكلنا الاجتماعية والغذائية والصحية ليسهل تشخيصها وعلاجها على أساس صحيح.

في جلسة واحدة حافلة بعدد من المتخصصين والأكاديميين وكتاب الرأي تم طرح أكثر من (تخمين) لأسباب ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع السعودي، وكل يخمن حسب هواه وانطباعه الشخصي!، لم يرد ذكر بحث أو دراسة!.


هل يعقل أن لدينا أكثر من 40 جامعة وليس لدينا مئات الأبحاث عن أسباب الطلاق وأرقامه ونسبه الصحيحة؟! وليس لدينا إلا دراسة فقر واحدة قديمة!، وليس لدينا رقم صحيح لخط الفقر!، وأن معلوماتنا المتوفرة للمجتمع عن عادات التغذية السيئة وأنواع الأطعمة الضارة والصبغات المسرطنة والورقيات الملوثة، مصدرها الوحيد شائعات (واتساب) و(تويتر) وسواليف مجالس.

عشت في الجامعة عشرات السنين، طالبا ومعيدا ومحاضرا ورائد لجان نشاط، ورأيت كيف أن بعض الأساتذة المساعدين والمشاركين والأساتذة لا يجرون أبحاثهم بأنفسهم بل يتولاها فنيون متعاقدون أو موظفون أجانب يبحثون عن استمرارية وتجديد عقود!، حتى الأبحاث المطلوبة للترقية بين درجات الأستاذية يجريها صغار فنيون ومساعد باحث لا يهمه تزوير و(فبركة) أرقامها طالما أنه يمسك الأستاذ السعودي من أذن فاسدة تؤلمه!

لم نكن قط في حاجة لأن تتسابق الجامعات لتصحيح مرتبتها عالميا عبر عدد زيارات مواقع إلكترونية، بل كنا ولا نزال في أمس الحاجة لأن تتسابق الجامعات في إجراء أبحاث ودراسات محلية نعتمد عليها في اتخاذ قرارات ورسم إستراتيجيات مصيرية!

إذا ساورك أدنى شك، عزيزي القارئ، في ما ورد أعلاه، وفي أن جامعاتنا مقصرة في إجراء الدراسات الاجتماعية والإحصاءات، فتذكر أن أتفه دراسة إحصائية، عن جماهيرية الأندية الكروية، لم تجرها جامعة أو كلية دراسات بل دفع لـ(زغبي) لتخرجها بالاستغفال الذي خرجت به، ودعك من تعصب كرة القدم وتذكر أنه إذا لم يتم التقصي عن الفساد وتغليب المصالح الشخصية في أبحاث الجامعات فإنها لن تختلف عن دراسة زغبي.