-A +A
مي خالد
تلقيت دعوة كريمة لحضور منتدى مسك الإعلامي بكل حماس، ومما زاد من حماستي أن صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز سيكون أول متحدث في المنتدى، الأمير الدبلوماسي صاحب الحديث الشيق المدهش. لطالما شاهدناه عبر الفضائيات العالمية يحاورهم بلغة صادقة وقوية. منافحاً عن وطنه وأمته وقضاياها.

فقضيت يوم الثلاثاء داخل قاعة المنتدى وسأروي لكم طرفا مما رأيت وسمعت:


أما في أولى جلسات المنتدى فتخلى الأمير عن جميع صفاته ومناصبه وإن كانت خبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي تظهر في أقواله. ومع ذلك كان يتحدث بصفته مواطنا سعوديا يقف معنا جميعا على أرضية وطن صلب يُبنى. لكن ليس بناءً جديداً كما يحلو للبعض أن يتصور بل هو بناء استئناف وإكمال وهذا ما أكد عليه الأمير حين أشار مرتين لشعار الدولة السعودية: لا إله إلا الله محمد رسول الله. كما أنه بعد التأكيد على ضرورة التمسك وتجديد الإيمان بهذا المحتوى تناول طرفا من أخبار الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وكيف كان يتصرف حيال الأخبار المكذوبة التي يتناقلها معاصروه عنه. وهذا أحد أهم محاور الجلسة التي طرح فيها سموه طريقة التعاطي السليمة مع الأخبار الإعلامية المكذوبة.

ولعل إحدى أهم الإجابات التي قدمها سموه عن دور وزارة الإعلام، أنه لا دور لها ولا ضرورة لوجودها ثم اعتذر ممازحا معالي وزير الإعلام الجديد تركي الشبانة.

وهذه التقاطة تفرد بها أستاذنا ورئيس تحرير هذه الجريدة الغراء الأستاذ: جميل الذيابي. حيث تناول هذه الفكرة ليربط بها الجلسة الثانية من جلسات المنتدى حيث حاور وزير الإعلام البحريني علي الرميحي والإعلامي عماد الدين أديب. وهما شخصيتان متناقضتان فالأول وزير إعلام والثاني سبق أن عُرضت عليه وزارة الإعلام في بلاده ورفضها. فلا أدري كيف وفق الله المحاور ليضبط إيقاع النقاش بينهما. عماد الدين أديب كما تعرفونه حاد. سريع النبرة ووتيرة التعبير. معارض لأغلب ماهو سائد. أما وزير الإعلام البحريني صاحب الجملة الافتتاحية الفريدة: (جئت إليكم من بلادكم البحرين إلى بلادي السعودية). فهو هادئ يستدعي الإحصاءات والأرقام من ذهنه بسهولة ويجيد ربطها بالأسئلة وتحليلها، بينما عماد الدين أديب يلقي في كل مرة مقولة لصحافي كبير أو مفكر عالمي.

وتوالى المتحدثون من الهند وأوروبا ومن الشباب السعودي الواعد في دنيا الإعلام الجديد.

كان يوماً سعودياً جيداً.. نعم كان أحد الأيام السعودية الجيدة.