-A +A
عبده خال
منذ زمن وأنا عازف عن متابعة مباريات كرة القدم، استلهم ما يحدث من خلال المجالس التي لا تكون حامية إلا من مواصلة المشجعين الشجار والاختلاف وفق ميولهم الكروي كلما التقوا.. ومع زيادة القروبات في الواتس أصبح صياحهم وخصامهم يخترق كل لحظة من ليل أو نهار.

ومع ذلك سأسمح لنفسي التدخل في أمر أجده يناقض التوجه المستقبلي للبلد الذي يسعى إلى تنمية كل قواه، وتنمية ازدهار كل حقل وتحويله إلى مفخرة وطنية.


وكرة القدم إحدى القوى الناعمة المؤثرة دولياً ووطنياً، وإذا تم تقاعس هذه القوة فإن الخسارة قاسية على المستوى البعيد..

وقد كتبت سابقاً عن الخلل الذي ألحظه بأن المعنيين بإدارة اتحاد الكرة قد تساهلوا كثيرا في إماتة الكرة الوطنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب، فقد بدأت المشكلة بأنانية الأندية من أجل الحصول على الألقاب، فبدأت بالتعاقد مع لاعبين أجانب، وكانت حصة التعاقد معقولة (اثنين أو ثلاثة) ومع انفراط فكرة التعاقد التي بلغت ثمانية لاعبين، فإن الأمر يهدد مستقبل الكرة السعودية، ولنترك أنانية الأندية ولننظر ما الذي ستكون عليه الكرة المحلية، أعتقد أن الأندية لن تعمد إلى تهيئة لاعبين في بقية الدرجات، ولن يعنيها إنتاجية لاعبين، فمادامت الفكرة هي الحصول على الانتصارات من خلال التعاقد، فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الديون وفي نفس الوقت لن يكون هناك سند أو صف جاهز من أبناء الفريق.

وإضافة إلى أنانية الأندية فقد تم أيضاً الإضرار بالحكام المحليين، فكل نادٍ يطالب بحكم أجنبي.. وطال الضرر أيضا المدرب الوطني وكل نادٍ يريد مدرباً أجنبياً... يعنى تم تفريغ اللعبة من الكوادر الوطنية..

إن قوتنا الكروية تموت تحت أسماع وأبصار المسؤولين وأولهم الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أعتقد أن علينا رفع الصوت استنكاراً ومطالبة بمساندة الكوادر الوطنية من لاعبين وحكام ومدربين وإلا سيكون منتخبنا الوطني جامعاً لكرات خط التماس وإعادتها..

*كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com