-A +A
أحمد عوض
لماذا لا نقرأ؟ و لماذا يُحذرنا «البعض» من القراءة ونحنُ أُمة إقرأ..

ولماذا يريدوننا أسرى الجهل والبقاء في غياهب ما يُريد لنا البعض «سماعه منهم»!


الشرع يحثنا على البحث والعلم والتعلّم والخوض في غمار كل بحر قد تعود بِهِ فائدة على الإنسان والمُجتمع..

خلق الله الإنسان لعبادته أولاً وليعمر الأرض ثانياً، وإعمار الأرض يعني العلم والتعلّم والبحث والاطّلاع ورؤية كُل شيء حتى لو كان الأمر مُنافيا لما نعتقد ونؤمن..

ومن بديهيات الحياة أن تعرف ما يتكئ عليه خصومك في حربهم التي يقودونها ضدّك إذا كُنت تعتقد أن للآخر حرباً يقودها ضدّك..

هذه التساؤلات قفزت إلى ذهني بسبب حساب في سناب شات فُتِحَ فيه الحديث عن التوراة والإنجيل والصهيونيّة والقُدس والناسخ والمنسوخ، وكما توقعت ما أن فُتِحَ الباب للحديث حتى دخل اللصوص مع النوافذ، هذا يُزندق وذاك يُصهيِن وأحدهم يُكَفِّرْ والآخر يتحدث بِلسان الناصح الأمين الخائف على هذا الباحث من ويلات الإلحاد، مع أن الأمر لا يعدو أن يكون في أقصى حدوده بحثاً عن الفرق بين الصهيونية واليهودية وعلاقتهما بالمسيحية. كان هجوماً شاملاً وأعلم أن أغلبية الذين تمترسوا خلف كلمات التحذير والإرجاف لا يعلمون عمّا يدور الحديث لكن رؤية شيء مُختلف وغريب جعلتهم يتمترسون خلف الكلمة الأقرب ودائماً ستكون التحذير والإرجاف بدافع الخوف عليك والواقع أنها دَعْنَا نُفَكِّرْ عَنْكْ..

نحتاج أن تنتشر المعرفة بين الناس وأن ينتهي عصر التبعيّة المعرفيّة، تجهيل الفرد وسيلة لصناعة أتباع لا يسألون حتى لو كان الأمر مُناقضاً لأشياء لا يمكن نقضها..

الخوف من المجهول يجعلنا أسرى الواقع الذي قد لا نرغب، نتعايش مع الخوف ويُصبح حياةً اعتدناها ونترك حياةً لا نعلم عن إيجابياتها وسلبياتها فقط نخشاها لأنهم قالوا لنا احذر الحديث في هذا واترك الحديث عن هذا..

المُجتمع الذي تنتشر فيه المعرفة مُجتمع حي لا يستسلم لأوصياء تركوا أبناءهم وبناتهم وركضوا خلف الآخرين مُرجفين ومُحذرين وإن خافوا لبسوا لباس الناصحين.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com