-A +A
صبحي الحداد
قبل أكثر من 3 عقود، كتبت مقالاً في «عكاظ» بعنوان «مليون مريض بالسكري في المملكة»، وذكرت أن نسبة انتشار داء السكري في المملكة تفوق 20% وليس 5% كما تقول بعض الجهات آنذاك، واستندت في ذلك إلى انطباعاتي وزياراتي للعيادات والمستشفيات ومشاهداتي لآلاف المصابين، إضافة إلى الأرقام الكبيرة في مبيعات أدوية السكري ومستلزمات المرضى، وطالبت آنذاك بالاهتمام بمعالجة الداء وإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لمعرفة النسبة الحقيقية لانتشاره، للتمكن من وضع الخطط اللازمة للسيطرة عليه.

وحظي المقال حينها بتفاعل كبير وبادرت جهات مختلفة منها وزارة الصحة للرد بأن نسبة المرض لا تتجاوز 5%، ونشرت كليات الطب والمستشفيات الجامعية بعض الأرقام والنسب حول انتشار المرض وأنه يراوح ما بين 5 و7% إلى أن حسم الأمر الدكتور محسن الحازمي الذي نشر نتائج دراسة أجراها مع فريقه البحثي في منطقة الرياض بينت أن النسبة هي تقريبا 18% داخل المدينة، وأقل منها قليلاً في البادية بسبب زيادة النشاط البدني في القرية عن المدينة.


وازداد الاهتمام بالسكريين بمرور الوقت، لزيادة أعدادهم عاما بعد آخر، وخصصت عيادات خاصة بهم في المشافي، وافتتحت مراكز متخصصة بالسكري ربما كان أولها في مدينة جدة، باهتمام خاص من مدير الشؤون الصحية -آنذاك- الدكتور حسن غزنوي الذي أقام مؤتمرا عالمياً لداء السكري حضره مدير الاتحاد الدولي للسكري الذي قال يومها إن هنالك 100 مليون مريض بالسكري في العالم، محذراً من الزيادات الرهيبة يومياً في أعداد المصابين حول العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص والخليج بشكل أخصَ.

وأرى أن يهتم بالمرض على مدار العام وليس في نوفمبر من كل عام، بتكثيف المؤتمرات والندوات للتوعية به من مختلف النواحي، لأنه بات هاجساً مخيفاً للعالم أجمع.

وذكر الدكتور طارق ناصر رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر مستجدات علاج السكري ومضاعفاته الذي عقد في جدة أخيرا، أن مرض السكري أخذ بالانتشار الملحوظ في العالم بمعدل تشخيص حالتين كل 10 ثوان، حيث بلغ عدد المصابين 415 مليون مصاب في العالم وسيزداد الرقم إلى 642 مليون مصاب عام 2040. وبلغت الوفيات عام 2017 أكثر من 5 ملايين شخص، بمعدل وفاة واحدة كل 6 ثوان، ومعدل وفيات مضاعفات السكري المتمثلة في تصلب الشرايين والجلطات القلبية والدماغية والفشل الكلوي تفوق معدل الوفيات الناتجة عن أمراض الإيدز والسل والملاريا، وصنفت المملكة ضمن الـ10 الأوائل عالمياً التي ينتشر فيها السكري، إذ تحتل المركز السابع عالمياً بنسبة انتشار بلغت 24% في الفئة العمرية 30- 79 عاما، إذ يقّدر عدد المصابين بداء السكري 3.800.600 مصاب عام ٢٠١٧، ويقدر الاتحاد الفيدرالي العالمي للسكري معدل الوفيات بسبب السكري في المملكة بأكثر من 22 ألف وفاة سنوياً.

وباتت الحاجة ملحة لزيادة الوعي الصحي وتكثيف البرامج وتغيير نمط الحياة، حتى لا يزداد العدد وتزداد مضاعفات المرض وتكاليف العناية بالمرضى، فهنالك حالة بتر ساق نتيجة الغرغرينا من كل 560 مصابا بالسكري، إضافة لآلاف حالات الفشل الكلوي وتلف شبكية العين والجلطات وغيرها.

esobhi2008@hotmail.com