-A +A
خالد السليمان
البعض يمارس الابتزاز العاطفي من خلال معاناته المعيشية، ويظن أن هذه المعاناة تكفل له مخالفة القانون وإخضاع قواعد ومعايير المجتمع له!

أعطيكم مثالا وقفت عليه بنفسي، فقد اشتكى لي شخص من ظلم وقع عليه من جهات مختصة صادرت أدوات معيشته، وأغلقت عليه باب رزقه، كيف تم ذلك؟! الرجل كان يستخدم منزلا شعبيا لتصنيع وطبخ الأطعمة، وعندما اكتشفت الجهات المختصة نشاطه منعته، وأغلقت مكان عمله لعدم ترخيصه وافتقاره للمعايير البيئية والصحية!


قلت له، لماذا لا يكون نشاطك مرخصا، وملبيا لجميع الاشتراطات الإجرائية والصحية، فأجاب أنا فقير ولا أملك استئجار محل أو تلبية اشتراطات صحية أو بيئية، فأجبته مع كامل تفهمي لمعاناتك، لكن لا يمكن أن يكون حلها على حساب صحة وعافية الآخرين، فأنت بهذا النشاط غير المنضبط تحل معاناة شخص واحد في مقابل خلق معاناة لعشرات بل لمئات وربما الآلاف غيرك!

مثل هذا الشخص ظن أن المجتمع مدين له بأسباب فقره فقرر أن يحل مشكلته على حساب هذا المجتمع، وهذا غير مقبول، فإذا كان يملك موهبة في نشاطه فإن هناك العديد من المؤسسات الخيرية والبرامج الحكومية والأهلية الداعمة لمثل هذه المشاريع الصغيرة بما يمكنه من ممارسته بشكل نظامي!

وهناك اليوم الكثير من الأشخاص والأسر المنتجة الذين يمارسون أنشطتهم لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، ويخضعون في نفس الوقت لمعايير رقابية تمكنهم من ممارسة عملهم بكل حرية، أما من يريدون ممارسة الأعمال التي تمس الغذاء والصحة خارج إطار الأنظمة والمعايير الرقابية التي تحمي المجتمع لمجرد أنهم فقراء فهذا غير مقبول، والمجتمع بالكاد يتحمل ما ينتج في العلن في بعض المطاعم المرخصة حتى يتحمل ما ينتج في الخفاء!