-A +A
منى المالكي
الباب الواسع الذي دخل منه المغرضون الحاقدون في هجومهم الضعيف على بلادنا، هي بوابة «المرأة» تلك المواطنة التي لم تحظ بحقوقها مثل ما حظيت بها الآن، تلك المواطنة التي أصبح بمقدورها ممارسة حياة طبيعية في ظل تشريعات وقوانين تكفل لها الحماية والعيش الكريم، ومن يعيش بيننا يلمس الفرق الكبير في حياة المرأة السعودية قبل عامين عن الآن!

المثير للعجب مواصلة الهجوم وعدم النظر إلى المنجز الحقوقي والاجتماعي في ملف المرأة السعودية، وأزعم أن هذا ليس خطأ من يهاجمنا بل إنه من عيوبنا في قلة «التسويق» للمعطيات الحضارية التي حصلت عليها المرأة السعودية، وإن كانت هناك بعض الجهود لبعض المشاركات النسائية في مجلس الأمم المتحدة مثلاً. والآن لا بد من عمل مبادرات تكون المرأة فيها الأساس لتوضيح تلك المنجزات التي حصلت في ملفها، وعقد شراكات بين وزارة التعليم والذي تمثل النساء فيها السواد الأعظم ووزارة الخارجية السعودية ووزارة الثقافة لتسويق مثل هذه المبادرات للخارج وبلغات متعددة مختلفة وعلى مدار السنة، وأن تكون مثل هذه المبادرات على المستوى الشعبي أقصد أن تظهر المرأة السعودية المطلقة وكيف حصلت على حق الحضانة والنفقة، والأرملة وحقها في الميراث، والطالبة التي استوعبتها جامعاتنا في جميع التخصصات، والمرأة التي حصلت على تمكين في مجالات العمل المختلفة ووقفت تعمل في منشآتها البسيطة، والطالبة حصلت على فرصة ابتعاث وهي لا تملك غير شهادتها الثانوية أو الجامعية بدون واسطة! وكأني بهذه النماذج تقول للجميع إننا وطن تتحقق فيه فرص العدالة، كما أنها تشير إلى حرية المرأة التي لم يعقها تطبيق خدمها كثيراً كتطبيق «أبشر»، والذي اتهم زوراً وبهتاناً أنه يتعقبها! هنا لا بد أن يعلو صوت المرأة السعودية بالحقيقة الساطعة، ولا بد أن يخدمها الإعلام في هذا الموقف، ولكن ورغم فائدة «أبشر» العظيمة لنا لم نتمكن من عمل مبادرات للدفاع عنه بحجم خدمته لنا!


وفي المقابل، أقصد في الداخل السعودي، أذكر أنه عند توقيع المملكة لاتفاقية سيداو حصلت مناقشات كثيرة حولها ورفض لها جملة وتفصيلاً، وتحفظ للمملكة على بعض بنودها، وللأسف لم يكن هنا حضور للاتفاقية كاف بين أوساط النساء أو عقد ورش عمل لشرح بنود الاتفاقية، وهذه نقطة ضعف كبيرة في تكوين الفهم لدى المرأة، لا بد من العمل على نشر مثل هذا الوعي الذي يجعل المرأة الحلقة الأقوى في المعادلة السعودية.

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@