-A +A
حمود أبو طالب
هكذا كان الحراك خلال أيام قليلة، تدشين مشاريع الهيئة الملكية في العلا، افتتاح أضخم ميناء في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، زيارة الحرم المكي الشريف للوقوف على ما وصلته التوسعة الضخمة، العودة إلى العاصمة الرياض لإنجاز ملفات وطنية هامة، ثم الطيران باتجاه الشرق في زيارة لثلاث دول مهمة. هكذا كان حراك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما نعلمه من وسائل الإعلام وما شاهدناه فيها ولكن بالتأكيد هناك نشاط أكثر كثافة مما علمناه، لأن ورشة العمل الوطنية لا تتوقف في كل الاتجاهات، تسابق الوقت لإنجاز ما يصبو إليه الوطن في مرحلته الجديدة.

الاستقبال الاستثنائي الذي حظي به ولي العهد في باكستان التي يزورها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين هو تعبير رمزي عن مكانة المملكة ممثلة في قيادتها وعمقها الإسلامي وثقلها السياسي والاقتصادي ومكانتها المركزية في العالم العربي والإسلامي ودورها المؤثر في التوازنات الإقليمية والدولية، إضافة إلى التعبير عن علاقة تأريخية إستراتيجية بين باكستان والمملكة رسميا وشعبيا. التعبير الرسمي كانت مظاهره كثيرة وربما كانت تصريحات رئيس الوزراء عمران خان لوسائل الإعلام يوم الزيارة وكلمته التي ألقاها في حفل الاستقبال نموذجا للتقدير الخاص والعلاقة العميقة التي تربط البلدين، وأما التعبير الشعبي فقد كان ماثلا في ذلك الزخم والاحتفالية الكبرى التي ملأت شوارع العاصمة الباكستانية وبقية المدن الرئيسية.


فاتحة الجولة الراهنة لولي العهد بمثل هذا الزخم في باكستان سوف لن تقل في الدولتين التاليتين في زيارته. إنه استقبال لرمز كبير في دولة كبيرة تفكر بحسب مقتضيات الدول الكبار وتحظى باحترام لسياساتها وعلاقاتها مع الآخرين.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com