-A +A
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@
أعاد توجيه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بإنشاء مركز صحي باسم الشهيد فرمان علي خان، وذلك في إقليم خيبر بختونخواه، الذاكرة إلى ما قبل 10 أعوام عندما استشهد خان عقب أعماله البطولية في إنقاذ عدد من المحتجزين في سيول جدة عام 1430.

وجاء التوجيه من ولي العهد أثناء زيارته إلى جمهورية باكستان الإسلامية، التي بدأها أمس (الأحد)، ما يبرز الاهتمام والتقدير الشخصي لولي العهد بأسرة فرمان خان، نظير ما قدم من عمل بطولي مشرف، طالما افتخر به السعوديون قبل أبناء جلدته من الباكستانيين، وذلك انعكاسا لما يربط البلدين الشقيقين من علاقات أخوية وإنسانية واجتماعية فريدة على كافة المستويات، أكدتها بطولة فرمان الذي ضحى بنفسه لإنقاذ 14 شخصاً في تلك السيول.


من هو «فرمان علي خان».. وما هي قصة استشهاده؟

جاء ذلك إبان السيول التي شهدتها محافظة جدة في عام 1430، التي ذهب ضحيتها 114 شخصاً، فيما سمع «فرمان» بما أحدثته من جرف للأشخاص والمنازل فأغلق بقالة «الشفاء» التي يعمل بها في وسط حي الحرازات، وهب منقذا الغرقى في تلك السيول التي غمرت أجزاء من شرق وغرب محافظة جدة، ونجح في إنقاذ عددٍ من العمالة أولاً، ثم واصل دوره البطولي بإنقاذ محاصرين في إحدى السيارات، بعد أن ربطها بالحبل إلى أحد الجدران الخرسانية، وأخرج من فيها ليصل عدد من أنقذه إلى 14 شخصاً، وتوجه عقب ذلك ليأخذ قسطا من الراحة إثر ما بذله من جهد، ولكن سمع صرخات أحد العالقين في السيول، فنسي تعبه وهب لنجدته فكان موعده مع الشهادة غريقاً بعد أن جرفه السيل، والذي لم يقف في طريقه إنسان أو جماد.

قصه فرمان آنذاك لم تنتهِ، إذ وجد عمله البطولي التقدير من الحكومة السعودية، وكافة موسسات المجتمع المدني، فمنح الشهيد فرمان علي خان وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وكرم من جهات عدة، كما استضاف برنامج خادم الحرمين الشريفين أسرته لتأدية فريضة الحج، وخصصت جامعة الملك سعود منحة دراسية لشقيقه، فيما أطلقت أمانة محافظة جدة اسمه على أحد شوارع المحافظة، وتم بناء مسجد في مسقط رأسه باسمه وتم إعمار منزل أسرته وتقديم ما تحتاجه من مساعدات.

فرمان خان لم يكن ذلك البطل الشهير، بل كان عامل بقالة بسيطاً تضم أسرته والده «عمر رحمن» وهو رجل طاعن في السن، صاحب دكان في القرية، وللشهيد فرمان (4) إخوة، و(5) أخوات.

وتزوج فرمان قبل وفاته بـ7 سنوات، وأنجب ثلاث بنات (زبيدة 7 سنوات، مديحة 6 سنوات، وجويرية 4 سنوات) والأخيرة لم يرها لأنه لم يأخذ إجازة للسفر إلى قريته الصغيرة (وادي سوات) منذ فترة طويلة، وكان يعتزم السفر إليهم إلا أن القدر كان أسرع.