-A +A
عبدالرحمن عمر التمبكتي
خبر تعيين تركي الدخيل سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات الحبيبة، لم يمر علينا مرور الكرام، إذ إن الاختيار الموفق لمثل هذه القامة الإعلامية الباذخة وهذه الشخصية الوطنية الكبيرة في مثل هذا التوقيت الذي تكاد تختنق فيه الحقيقة تحت ركام الأخبار الإعلامية الزائفة والمغرضة والتي يتفنن في بثها الأعداء، يعتبر نقلةً استراتيجيةً مميزة وارتقاءً بنوعية الشخصيات التي تحظى بمثل هذه الثقة الملكية الكريمة لتولي أمثال تلك المناصب الحساسة والمتعلقة بنقل الصورة المتكاملة والصحيحة إلى الآخر خارج حدود هذا الوطن بشكل احترافي وفعّال، وبتواصلٍ إعلاميٍ إيجابيٍ مؤثر وبنَّاء كما ينبغي، وبنكهة ديبلوماسية على مختلف المنصات السياسية والإعلامية المتنوعة في منطقتنا العربية وحول العالم.

ولا أدَل على أهمية تلك الإستراتيجية إلا مثل ذلك الدور الاستثنائي الذي يقوم به مشكوراً سفير خادم الخرمين الشريفين في واشنطن سمو الأمير خالد بن سلمان وتواصله الدائم والفعال والمتألق مع مختلف النخب السياسية والإعلامية والاجتماعية في الولايات المتحدة لإظهار الصورة الحقيقية الكاملة عن هذا الوطن ومنجزاته كما أردناها وليست منقوصة أو مبتورة أو مشوهة كما يريدها الأعداء.


وحيث إننا في مرحلة هامة وحاسمة من مراحل البناء والتجديد لهذه الدولة المباركة نتمنىٰ فيها من أصحاب المعالي السفراء المعينين، السابقوين منهم واللاحقين، أن يكونوا على قدر الثقة وعلى قدر الآمال والتطلعات المناطة بهم لا أن يكونوا مجرد سفراء تقليديين تنحصر أدوارهم في أمور روتينية معتادة.. حتماً ما ننتظره أكبر من ذلك بكثير.

ما نريده منهم وما تتطلبه الأوضاع الحالية والتحولات التي نعيشها في يومنا هذا ونترقبها في غدنا المشرق القريب بإذن الله تعالى هو أن يكونوا أكثر وعياً وإدراكاً للمسؤولية ولحساسية المرحلة وأن يكونوا أكثر إيجابية وفاعلية في التعامل مع الأزمات المفتعلة والإرهاصات المتكررة والمتزامنة ومحاولات التشويه والتشويش من الأعداء ومن إعلامهم المتربص والمترصد والمتلقف لكل ما من شأنه أن ينال من سمعة أو مكانة هذا الوطن أو الحد من طموحات وأحلام قيادته وشعبه.

نحن نرى كيف هو تأثير ودور بعض سفراء الدول الشاذة والأنظمة المارقة من حولنا وكيف تتم عملية تسخير طاقات وموارد وجهود كامل أعضاء سفاراتهم لخدمة أهدافهم الخبيثة وأجنداتهم المشبوهة ولصالح مشاريعهم التخريبية المتعارضة والمتضادة مع قيمنا وأهدافنا الخيّرة والسامية في الكثير من البلدان العربية والإسلامية وغيرها وكيفية استغلالهم لوسائل الإعلام في تلك البلدان ونجاحهم في استمالتها لصالحهم، بينما ينكفئ البعض في سفاراتنا على أنفسهم في سلبية تامة، وكأن ما يشاع إعلامياً عن وطنهم في تلك البلدان أمر لا يستحق منهم التصدي بذكاءٍ أو الرد باحترافٍ أو أي اهتمام.

نحن لانقبل ولن نرضىٰ بأن يتقاعس أهل الخير وسفراء السلام ودعاة المحبة في سفاراتنا عن أداء المهام الجسام المناطة بهم أو أن يستثقلوا أي جزءٍ من تلك الأمانة الملقاة على عاتقهم تجاه وطنهم، بينما أهل الباطل من سفراء الضلالة وسماسرة الخراب بالجوار منهم في تلك العواصم يخيطون لنا الليل بأطراف النهار في جدٍ شديد وجَلَدٍ دؤوب ولايعرفون في سبيل النيل من هذا الوطن أي كلل أو أدنى ملل..

كل ذلك وأكثر كان يحدث لسنوات وسنوات وللأسف أن بعض سفرائنا كانوا عنهم في غفلة ساهين.

* كاتب سعودي