-A +A
وفاء الرشيد
جَهلَ الناسُ روحَه وأغانيها

فساموا شعورَه سومَ بخسِ


فهو في مذهبِ الحياةِ نبيٌّ

وهو في شعبهِ مصابٌ بمسِ

سطور لأبي قاسم الشابي تمثل الروح الحالمة والعقل المفكر الذي يحلق بحلمه، بآمال كبيرة للبلاد والعباد... وكلما تحدثوا عن أعمالهم وأحلامهم قام المحبطون بتثبيط آمالهم ويتهمونهم بالرومانتيكية واللاواقعية، وأنهم يطالبون ويحلمون بالمستحيل...

لماذا كل هذا الكم من الإحباط والتكسير لمن يريد أن يبني ويحلق بهذا الوطن؟ لماذا التكسير لمن كان بناؤه سيجعله يتسلق أسوار الصلاحيات بلا كسرها؟ من سيحاكي الأنظمة الصارمة بلا مخالفتها؟ من يرتجي روح القوانين لا سيفها؟

هناك طريق لكل وجهة! كل ما علينا هو أن نبحث عنه ونؤمن أنه قادم بيقين، وأن الله معنا وسندنا، طالما أننا صادقون وحقيقيون بروحنا ومخلصون بعملنا.. وتتكرر هذه المشاهد في كل اجتماع وفي كل برلمان ومجلس شورى ودولة، ليخرج علينا ذراع هو معطل لكل ما هو جميل بالوطن، وبالأغلب يكون أصحاب هذا الذراع هم أنفسهم مهزومين..

ولكن كيف تغلبت أمريكا على الذراع المعطل لمصائر الشعوب والمكتِّفين لأحلامهم؟ كيف استطاعوا أن يخرجوا من خندق الأكاديمي صاحب شهادة الدكتوراه، الذي لا يمثل بالأغلب الشعوب وهمومها؟ فإذا نظرنا إلى تمثيل مجلس الشيوخ (أو المجلس الأعلى) في أمريكا فسنجد أن التنوع هي السمة الأساس في تكوين هذه المجالس.

فوفقاً لدليل نداء CQ Roll إلى الكونغرس الجديد، في الكونغرس رقم 113، القانون هو المهنة الأساسية لأعضاء مجلس الشيوخ، تليها الخدمة العامة أو السياسة، ثم العمل أو مجال الشركات، وفي مجلس النواب، الأعمال هي الأولى، تليها الخدمة العامة أو السياسة والقانون:

102 معلم، يعملون كمعلمين، أساتذة، مدربين، جامعي التبرعات، مستشارين، إداريين، أو مدربين (90 في مجلس النواب، 12 في مجلس الشيوخ)، طبيبان في مجلس الشيوخ، 17 طبيباً في مجلس النواب، بما في ذلك طبيب أسنان، طبيب بيطري، وطبيب نفساني؛ 3 علماء نفس (سواء في البيت)، طبيب عيون (في مجلس الشيوخ)، و5 ممرضات (جميعهم في البيت)، 5 وزراء، كلهم ​​في المجلس، 5 متطوعين في فيلق السلام، و2 من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، ورجل إطفاء في مجلس الشيوخ، 2 من الفيزيائيين، 6 مهندسين، وعالم ميكروبيولوجي واحد؛ 33 عمداء سابقين، 24 في مجلس النواب، و9 في مجلس الشيوخ، 5 من مقدمي البرامج الحوارية الإذاعية (4 أعضاء في مجلس النواب، ومجلس شيوخ واحد)، و6 محطات إذاعية أو تلفزيونية (5 دار، ومجلس شيوخ واحد)، و7 مراسلين أو صحفيين (5 في مجلس النواب، و2 في مجلس الشيوخ)، ومدير محطة تلفزيون.. والقائمة تطول اكثر...

هذه هي المقادير لمجالس تبني لشعوبها بلا ألقاب ونرجسية، أعرف أحدهم يجلس بمجلس الشورى ولم يفتح فمه طوال الدورة وجدد له! إلى متى نحن سنجامل مجلسا أصبح اليوم (للنخبة) ولا يجاري حال اليوم...

اليوم نحن نحتاج لمن يجارينا بسرعة الريح ويتعاطى مع قضايانا بتجربة نفسية واجتماعية كاملة بلا تنظير مسطح.. بلا تكرار لبعض الخطابات التي تنصح بلا آليات تطبيق، حيث أصبح مجلس شورانا في بعض الأحيان يناقش قضايا تعداها عالمه الخارجي فقط ليقرر أين سيقف منها...

يجب أن يعاد النظر في البناء التكويني لهذا المجلس حتى يتحول إلى صورة واقعية تعبر عن مجتمعنا وتتناول همومه.. زمن النخبوية تغير، فليس هناك مكانٌ لمن يجمل الكلام بلا محتوى ويتملق بلا عقل على حساب الوطن.. فإلى المتنورين المتوهجين تحت قبة الشورى، لا تسمحوا للمحبطين وللصامتين أن يخترقوكم، ولا تتركوا للمطبلين مكاناً بينكم.

نقطة التحول بين الحاضر والمستقبل هي الوعي والقرار.

* كاتبة سعودي

WwaaffaaA@