جانب من أحد معارض الدارة الخارجية.
جانب من أحد معارض الدارة الخارجية.
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
تستعد دارة الملك عبدالعزيز لإطلاق فعاليات معرض «علاقة المملكة العربية السعودية والفلبين» الذي تحتضنه العاصمة الفلبينية مانيلا خلال المدة من 19-24 فبراير الجاري بالتعاون مع وزارة الإعلام، ووزارة الخارجية ممثلة في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الفلبين، في إطار استظهار العلاقات التاريخية السعودية الفلبينية المتميزة، ومد جسور التعاون الثقافي بين الدارة والهيئات والمؤسسات والمعاهد المهتمة بالشؤون الثقافية والبحثية والتاريخية.

وتنطلق فكرة إقامة المعرض الذي يقام في المكتبة الوطنية بالفلبين، بالتعاون مع المركز الثقافي الفلبيني، من الرغبة في تعزيز العلاقات السعودية الفلبينية السياسية والتاريخية والاقتصادية، وتعريف الشعب الفلبيني الصديق بتاريخ المملكة العربية السعودية وحضارتها، بما تتضمنه من الإنجازات الثقافية والمعرفية والتراثية.


وتشمل فعاليات المعرض المصاحبة العرضة السعودية والرقصات الشعبية التي تتميز بها مختلف محافظات المملكة ومناطقها، إلى جانب تنظيم أركان للحنّاء، وللموسيقى العربية، وللخط العربي، وللقهوة والتمر، وذلك في طابع يعكس التداخل والتوافق بين الثقافات كنقطة مشتركة تعزز العلاقات بين الدول والشعوب.

ويركز المعرض على تقديم ما ترمي إليه رؤية المملكة 2030 لنقل المملكة العربية السعودية إلى حقبة ما بعد الاعتماد على النفط بتنويع مصادر الدخل الوطني، بما تتضمنه من 12 برنامجاً تتعلق بالاقتصاد والتنمية وجودة الحياة والموارد البشرية والتراث والإسكان، إضافة إلى أن هذه الرؤية المباركة توفر فرصة لتعميق العلاقة الاقتصادية للبلدين من خلال استثمار الاقتصاد الفلبيني المتصاعد في برامج الرؤية السعودية الطموحة.

وتقدم دارة الملك عبدالعزيز جملة من الأنشطة والفعاليات العلمية الأساسية في المعرض منها تنظيم محاضرتين عن «المملكة العربية السعودية ــ التاريخ والمستقبل» للدكتور عبدالله الوليعي، و«العلاقات السعودية الفلبينية» للدكتور محمد التويجري، وتقديم عرض عن العلاقات السعودية الفلبينية، في حين ستسلط وزارة الإعلام الضوء على عدد من العروض الشعبية والفلكلورية، وإقامة ورش عمل للخط العربي.

وتؤكد الإحصاءات أن المملكة العربية السعودية أكبر دولة تستقبل الكوادر البشرية الفلبينية الذين قارب تعدادهم المليون مقيم، يجدون كل الاحترام والرعاية من قبل الحكومة السعودية والمواطنين السعوديين، وتقديم الخدمات الصحية والرعاية بطريقة راقية وإنسانية ترسخ ما عرف عن المجتمع السعودي من عراقة الأصالة وكرم الضيافة، كما يوجد في جمهورية الفلبين عدد كبير من المبتعثين السعوديين للدراسة في مختلف الجامعات الفلبينية.

وتنظر جمهورية الفلبين إلى المملكة بوصفها دولة لها قوتها ومكانتها في العالم الإسلامي والعالمي، ولها مواقف إيجابية تجاه القضايا الإنسانية، وكانت العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الفلبين قد بدأت ما قبل 72 عاماً وبالتحديد في عام 1946، وتم تبادل التمثيل الدبلوماسي بينهما في عام 1969، وتربطهما الكثير من المصالح المشتركة في العديد من المجالات، وتعدّ الزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) إلى مانيلا في أبريل 1999 -عندما كان أميراً لمنطقة الرياض في ذلك الوقت- أعلى زيارة رسمية سعودية إلى الفلبين، وأسهمت هذه الزيارة بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ورفعها إلى آفاق رحبة، بينما كانت زيارة فرديناند إي ماركس عام 1982 أول زيارة لرئيس فلبيني للمملكة العربية السعودية. وبدأت مرحلة جديدة من العلاقات السعودية الفلبينية بعد الزيارة الرسمية الناجحة للرئيس رودريغو روا دوتير إلى المملكة العربية السعودية في المدة من 11 إلى 12 أبريل 2017، إذ قدّمت الزيارة زخماً قويّاً عزز جميع مجالات التعاون بين الجانبين لما فيه مصلحة البلدين والشعبين والأمن والسلام الدوليين، وتقوية أواصر الصداقة المثمرة بين المملكة والفلبين.