برادلي خلال تجوالها في مدائن صالح.
برادلي خلال تجوالها في مدائن صالح.
-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswaid@
شبهت المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Indagare، المتخصصة في تقديم محتوى منظم، وتخطيط لرحلات سفر مخصصة ورحلات جماعية، «ميليسا بيغز برادلي»، رحلة قامت بها إلى منطقة (العلا) و(مدائن صالح) في يناير من العام الماضي 2018، بالتجربة المذهلة إلى حد كبير، تذكرها برحلة جدتها إلى (أنغكور وات) في أوائل الستينات، وشعورها آنذاك أنها كانت تسير في سراب.

وقالت في وصف الرحلة خلال لقاء لها مع مجلة «النيوزويك الأمريكية»، «تشعر بأنك كنت من أوائل الناس الذين يمشون في إحدى عجائب الدنيا العظيمة قبل أن يسمع أي شخص عن ذلك، ففكرت، وقلت حسناً، أن هذا لن يثنيني أبداً، لأن كل تلك الأماكن قد تم اكتشافها وزيارتها».


وأوضحت أنها كانت صحفية سفر منذ 25 عاماً، ولم تسمع أبداً حتى بالهمسات حول هذا المكان، مضيفة: «عندما عدت لأول مرة، شعرت حقاً وكأنني سمح لي بدخول واحد من أفضل الأسرار في العالم، كنت متشوقة للغاية لأكون قادرة على المشاركة ليس فقط مع الآخرين، ولكنني أعلم أنه سيتم كشف النقاب عنه بعناية فائقة للعالم، بالنسبة لي، هذه أخبار رائعة، فنحن في منطقة تزخر بالكثير من مقومات السياحة والمسؤولية والحفاظ على التراث الثقافي».

وسردت برادلي تفاصيل رحلتها التي نفذتها بناءً على دعوة تلقتها من إحدى اللجان الحكومية، للقيام بجولات إقليمية لتقديم المشورة حول كيفية تطوير المواقع التاريخية وجذب المسافرين الغربيين.

وأشارت إلى أنها سافرت بمعية مسؤولة العمليات الرئيسية لديها «إليزا هاريس» إلى الرياض قبل أن تتوجها إلى منطقة (العلا) و(مدائن صالح)، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

مدائن صالح

وقالت برادلي «تبدو منطقة (مدائن صالح) كنسخة من (الوادي الكبير)، وتعني بذلك

الـ(Grand Canyon)؛ وهي منطقة في ولاية أريزونا، إنها فعلاً جميلة، مع الصخور المحفورة، والمنحدرات الضخمة والصحراء، في هذه المنطقة واحات النخيل، التي تحتوي على مليوني نخلة، وأيضاً المواقع الأثرية التي يبلغ عمرها ألفي عام».

وأردفت بأن المنطقة تكاد تكون بكراً وبدأ التنقيب بها أخيراً، إذ تم العثور على بقايا مجتمعات متعددة ومختلفة، وتم تحديد أكبر منطقة من الأنقاض باعتبارها ثاني أكبر مدينة أثرية للنبطيين بعد مدينة البتراء في الأردن.

وأشارت إلى أن المنطقة جميلة للغاية، وهي مثيرة للاهتمام من منظور أثري، بالنسبة لشخص كان محظوظاً بما فيه الكفاية لزيارة أماكن أثرية مثل البتراء وأنغكور وات (في كمبوديا)، وماتشو بيتشو (في بيرو) وغيرها من الآثار العظيمة وعجائب أخرى رائعة في العالم، وهذه على قدم المساواة تماماً معهم من حيث الهندسة المعمارية القديمة والآثار، ومع ذلك، لم يعلم أحد بها إلى الآن تقريباً.

وبينت أن الجميع على دراية بالعمارة النبطية في البتراء، التي ظهرت في عدة أفلام، لذا فإن عدداً قليلاً من الأشخاص زاروا أو شاهدوا صوراً لمدائن صالح لأن المملكة العربية السعودية لم تصدر تأشيرات سياحية قبل أن تعلن أنها ستفعل ذلك في العام الماضي.

وقالت «في السابق، لم يتم إعداد المنطقة كاستثمار سياحي، وكانت التأشيرات الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها لزيارة السعودية، إما لأغراض تجارية كضيوف في المملكة أو لأغراض دينية للذهاب إلى مكة المكرمة، لم يكن لهم ذلك الاهتمام في زيارة أجانب لبلدهم، ولذلك لم يزر مدائن صالح الكثير من الزوار الغربيين».

100 مبنى مختلف

وأضافت برادلي في وصفها للمكان «ضمن هذا المكان الجميل المذهل، يوجد أكثر من 100 مبنى مختلف تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في البتراء، مع التأثيرات اليونانية الرومانية، هناك أيضاً آثار لحضارات أخرى، مثل الحضارة (الديدانية)، و(اللحيانية)، لأن هذه المنطقة كانت على طريق تجاري وديني هام لقرون قبل ولادة المسيح، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك نقوش في الصخر من ذلك الوقت جنباً إلى جنب مع كتابات إسلامية مبكرة من الناس الذين قاموا برحلات الحج، واضطروا إلى عبور الصحراء في طريقهم إلى مكة المكرمة».

وأوضحت «قمنا بجولة على متن طائرة مروحية فوق المنطقة بأكملها عند نقطة واحدة للحصول على إحساس بالحجم والتوقف عند نقاط مختلفة، بما في ذلك جبل أكرا، الذي كانت به كتابات إسلامية مبكرة يعود تاريخها إلى السنوات الأولى بعد وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، كانت كتابات على الصخور من القرن الخامس عشر، يتضمن بعضها جمل مثل «بارك الله في رحلتي» أو «أي شخص يأتي هنا بدون ماء لا يلوم إلا نفسه»، وبعد كل شيء ليس هناك سوى الصحراء، وبينما تتجول، تشاهد قطعاً من الفخار في الرمال التي كانت من الحقب الديدانية أو النبطية أو الإسلامية المبكرة، لأن علماء الآثار بدأوا لتوهم فقط في توثيق هذه المنطقة».

وقالت برادلي «لا يوجد أحد يعيش في مدائن صالح، ولكن هناك تقريباً 65 ألف نسمة يعيشون في المنطقة بأكملها ويتمركزون في البلدة التي نشأت حول القرية المسورة القديمة التي هي الآن موقع تراثي».