-A +A
علي بن محمد الرباعي
طلب صحن الدغابيس والطبيخة عند الباب، قال لزوجته «خلينا نتلحّق ما السفر نشوف وين نحط أيدينا»، وطلب منها تؤجل توليع الفانوس، قالت: باولعه أتوضح به، فانفعل وزفر، وقال: ولّعي. القطع في حبل البدوي، سأله ابنه الصغير: شنهو حبل البدوي؟، فردّ: تخفّس في الطبيخة وخلّك من الروايا، مسح ما في يده من أثر في سيقانه وباطن قدميه، وانسدح.

جلّته زوجته بالكساء الصوف، وبعد غفوة ساعة، انتفض من تحت الكساء وخلع ثوبه وطلب الماء وهو يشير بإصبعه السبابة على براطمه، قالت (خضراء): ما شيء خلاف يا (خضر) ؟ قال: ألحقيني بالطاسة أنا بانطقّ.عاد للنوم بعد أن شرب نص الغضارة وكفح الباقي على صدره.


دق الباب دقاً عنيفاً، لم يكن لديه قدرة على القيام، فاستعان بخضراء. طلب منها تقوم تفتح، فقالت: آقوم افتح تالي الليل وانت منكعر، قال: ما عليك خلاف والله لو شافك البعوي ليخرع.

سبقه صوته، قيمي رجالك، سألته وش وقع في القرية يا (غرامه) يوم تدقدق علينا نص الليل صاح الله عليك. قال: أخلصي صحي الرجال واعبي لنا دلة وإن كان معها قسبة. ردّت: الله أكبر عليك إن كان ما يوقف لحيك، الأكل أكل الدود والحال حال العود.

تحرك خضر لقرب الباب وبيده القازة، وقبل السلام والكلام قال «والله ما جيت في تيه الغدرة إلا معك فتنة. فقال: وشبك زرمتاني ما كني إلا لابد عند بابك لبدوك في خشمك اللي كما قتب الجمل، فضحك وطلب منه يولع له سيجارة.

قال اسمع يا خضر أنت رجال كلمتك مسموعة عند العريفة والموامين، وبياع الدجاج بيروّح بنته في قرية بعيدة، وانحن يبغي لنا مكسر، يدفع عشرة ريال يسلمها للعريفة، ويريحنا من السحّبة في القرى والوديان، ويروح هو وقرابته، فصب له فنجال وقال: سوّد الله وجهك إن كان ودّك نتشره في بنت أمها ميتة، عشان بياع الدجاج أبى يزوجها ولدك، قم أسر الله لا يلقيك خير.

يوم الخميس خلت القرية من الناس، كان الأطفال يلعبون (بحيبح) في المسراب وهو في البداية، فخرج عليهم بالحصى، يصيح "انقلعوا خاب لقك إنت واياه" فهربوا وهم يرددون "الجماعة معاً والقرد وحده"، علمي وسلامتكم.