-A +A
ريهام زامكه
بطبيعة الحال، ليس كل الناس مُتشابهين، فهناك فئة من الناس قد يكون الزمن متوقفاً لديهم عند حقبة معينة، فلا يقبلون التغيير ويلزمهم بعض الوقت ليستوعبوا (تحديثات) الزمن التي طرأت على المجتمع وانتشلته من الظلمات إلى النور.

وهذه ليست مشكلة، فأغلبهم في البداية (يولولون) ويستنكرون ويرفضون كل مباهج الحياة وسُبل الترفيه فيها، ثم بعد ذلك تجدهم يزاحمون الناس على حضور كافة الفعاليات الثقافية والتراثية والغنائية.


وكما تعلمون الشمس لا تُحجب بغربال؛ لذا الحمد لله على (الصحوة الحقيقية) التي أعادت الحياة إلى نصابها الصحيح، فما أسفنا على يومٍ أكثر من أسفنا على ما مضى من أعمارنا التي سرقتها (الصحوة المزعومة) بنشرها لثقافة العيب والحرام.

واليوم تعددت سُبل الترفيه وعلى كل شخص اختيار ما يلزمه، فهيئة الترفيه -أثابها الله- لم تُقصر مع أحد، وحرصت على تنوع الفعاليات لإرضاء وإسعاد جميع فئات المجتمع.

والمسؤول عن تلك الهيئة اليوم هو رجل عملي، يتحدث بالوقائع ويحرك المياه الراكدة ويتسع صدره لتقبل النقد، وهذا أمر جيد ومستحب وجوده في مسؤول، فليس كل ذي سُلطة يصغي جيداً ويأخذ النقد بعين الاعتبار، وربما لو كنت مسؤولة ذات يوم لن يتسع صدري إلا للمدّاحين والمطبلين والكذابين والمهايطين فقط.

وعلى أي حال، المسألة بسيطة يا إخوان، ابحث عن ما يسليك ويرفه عنك، وتجنب الحضور لأي فعالية لا تناسبك، فلا مكان للتطرف بعد الآن، ونحن نريد الحياة حسب الضوابط الدينية والمجتمعية ولم ننادِ يوماً بغير ذلك، لكن من في قلبه مرض يحلل الأمور دائماً بعكس حقائقها، ثم يمارس حياته بشكلٍ طبيعي خارج البلاد، فيحضر الحفلات الغنائية وربما (يطق رقبة)، ويزور المعارض ويشتري اللوحات ويشيد بالفنانين والفنانات، ويشارك في كل الجوائز والفعاليات.

وعلى طاري الجوائز، في الماضي كان أقصى سُبل الترفيه يتلخص في مدينة الملاهي، وأذكر في مرة «لم ولن تتكرر» شاركت وكتبت اسمي على كوبون وفزت بجائزة، وقد شعرت بسعادة لا توصف حين سمعتهم ينادون عليّ، وقلت في نفسي:

(مبروك يا بنت أكيد ربحتِ السيارة)، ولكن فرحتي لم تتم يا حسرة -ولا ربحت حتى سيارة بريموت كنترول-، كانت الجائزة بلا فخر عبارة عن علبة (ميك آب) كبيرة وكرتون (حليب بالموز)!... أي والله حليب بالموز وهذا ما رفع ضغطي ولا أدري إلى يومكم هذا من (المقرود) الذي اقترح تلك الجائزة التعيسة، التي بدوري تبرعت بها لإحدى العاملات في المكان لوجه الله تعالى.

(فمُش معقول) النية تكون بالسيارة وأطلع بكرتون حليب بالموز، لكن قدر الله وما شاء فعل.

بالله يرضيكم، لا جوائز في الماضي، ولا وردة في الحاضر، وبكرة عيد...... اييييييه ما علينا، «يا عمي عيش واترك غيرك يعيش».

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

rehamzamkah@yahoo.com