-A +A
حمود أبو طالب
تابعت باهتمام حوار الإعلامي المثير عبدالله المديفر مع الدكتورة خولة الكريع في برنامجه «في الصورة»، وسوف أتجاوز نقاطاً كثيرة أبرزتها السوشيال ميديا واهتمت بها أكثر من اهتمامها بالجوهري الهام في حديث الدكتورة خولة. سأتجاوز موضوع الاستبيان حول السبب الأهم في الإصابة بالسرطان الذي لا نعرف كيف صممه فريق المديفر وجاء بـ «العين» كسبب أول، وسأتجاوز موضوع إحياء «بول الإبل» في علاج السرطان، ولن أعلق حتى على استخدام ماء زمزم لمرضى السرطان، لأن الدكتورة خولة أجابت بوضوح على الأسئلة المطروحة حول تلك الجوانب بمنطق الطبيب الباحث الذي يستند إلى المنهج العلمي والمنطق البحثي، وأيضا لأنه لا يليق بنا أن نترك المتن ونتحدث في الهوامش.

المتن الذي قالته الدكتورة خولة ويستحق التركيز عليه هو حديثها عن البحث الطبي والعلمي عموماً. لقد أكدت ما يشعر به كل مهتم بالبحث العلمي في المملكة بأن هذا المجال قاصر لدينا وليس بالمستوى الذي نحتاج اليه كضرورة حياتية. قالت الدكتورة خولة جملة رائعة مفادها أن البحث العلمي منتج استثماري للتنمية والتطور وليس ترفا أكاديميا كما يعتبره البعض إلى الآن للأسف، وشددت الدكتورة على ضرورة إنشاء وزارة أو هيئة تكون مظلة للبحث العلمي في كل الجهات، تشرف على الأبحاث والكراسي العلمية بمشاركة القطاع الخاص، وتزيل البيروقراطية في دعم البحوث.


نحن الآن نعيش تحولاً نوعياً جذريا في أساليب إدارة الوطن من خلال رؤية 2030 الطموحة التي تسعى إلى تحقيق أهداف كثيرة ومنها «جودة الحياة»، وهذا الهدف لا يتحقق إلا إذا كان البحث العلمي هو الجسر الذي يوصلنا إليه. جودة الحياة ليست في مجال الصحة فقط، بل في كل جوانب الحياة التي يحققها العلم بكل فروعه، ولا يمكن أن نستمر في تقدم اقتصادي وتنموي وفكري وعلمي إذا لم تكن معامل ومختبرات ومراكز البحث العلمي تعمل على مدار الساعة بأحدث الأساليب وبأفضل العقول والخبرات.

ذلك هو المهم جداً الذي ركزت عليه الدكتورة خولة، ولعلها تكون أول وزيرة أو رئيس هيئة وطنية للبحث العلمي، شخصياً أرشحها بلا تردد.