-A +A
عيسى الحليان
جميل جداً أن يحتل المكون الثقافي حيزاً لا يستهان به في عملية التنمية الاقتصادية والسعي نحو تشكيل علامة سعودية بارزة على صعيد التراث والسياحة العالمية، برفع الغطاء عن هذه المكونات الأثرية الساحرة لمدينة «الحجر» القديمة، والتي تمثل أكبر تجمع لآثار أقوام وحضارات ديدانية ولحيانية ونبطية وثمودية تعاقبت على المكان، هذا المتحف المفتوح الذي يحتوي اليوم على كنوز تاريخية بملامح جمالية وفنية لا تقدر بثمن، جاءت اللحظة التاريخية على ما يبدو لإعادة اكتشافها وإنتاجها من جديد وإعادة «الحجر» طريقاً للقوافل السياحية، بعد أن ظل قرونا طويلة طريقا للقوافل التجارية، وبعد أن تصارعت على أرضه جملة من الممالك والأقوام، وهو ما خلق منه ملتقى للحضارات أبت رسومها ونقوشها المترعة بنكهة التاريخ إلا أن تحكي لنا قصة هذا المجد الغابر بصورة صامتة. مثل هذا المتحف المفتوح لم يكن ينقصه سوى خطة أو رؤية لإعادة وضعه على خريطة التراث والسياحة العالمية التي يملك المكان مقوماتها بامتياز، وهنا جاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ليلة أمس الأول ليكتب فصلا جديدا في تاريخ هذه المنطقة، ويرسي قواعد حضارة سعودية من نوع آخر تقام على ضفاف هذه الحضارات الغابرة.

لهذه النقوش والكتابات القديمة بوح خفي يفوح من جبالها، ويحفز على بناء حضارة جديدة، من نوع آخر، لتكون وسما سعوديا في سماء السياحة الدولية ومزاراً عالمياً يعلي من كعب البلاد في سلم التراث العالمي.


ترى هل نترقب من خلال هذه الرؤية ميلاد مسرح تراث عالمي جديد ومفتوح، يليق بالمشهد المهيب الذي تكتنزه مثل هذه المكنونات الأثرية الآسرة في الطريق نحو إقامة أول صناعة سياحة سعودية حقيقية بنكهة عالمية ؟