-A +A
عبير الفوزان
كم أغبط أهالي العلا على هذا المكان الساحر والإرث العظيم الذي تم تجاهله عقودا من الزمن.. أغبطهم اليوم على ما ستكونه هذه المنطقة التي يراهن عليها في خارطة السياحة العالمية، إذ تجمع بين الإرث العالمي والتراث الإنساني والثقافة والفن والطبيعة من تضاريس قل نظيرها بفعل عوامل التعرية، وحيوانات فطرية أصيلة ستكون في محمية شرعان.

هذا ما تبدو عليه العلا من الوهلة الأولى، لكنها في العمق مكان يتشح بالجمال والسحر بدءا من آثاره المسجلة لدى منظمة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي مرورا بكل الحياة التي صارت إليه ووصولا إلى المستقبل الواعد.


المنطقة وإنسانها مع الهيئة الملكية للعلا على موعد مع العالمية، لاسيما مع الرؤية الشاملة لمنطقة العلا (رؤية العلا) التي يتمازج فيها التراث والإرث والثقافة والحياة الفطرية، وسحر الصحراء البديع.

إن تدشين الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية للعلا لمحمية شرعان الطبيعية في العلا، وإطلاق فيها حيوانات نادرة كانت في الماضي من حيواناتها الأصيلة، ليست البداية ولن تكون نهاية المشاريع، بل هي حلقة من سلسلة المشروعات الخلاقة الموعودة بها المنطقة.

العلا ليست مدائن صالح فقط، ولا مملكة دادان ولا حضارة الأنباط الماثلة في قصر الفريدة وبيوت منحوتة في الجبال، بل هي إضافة إلى ما سبق تضاريس بديعة لفتها عوامل الطبيعة من ريح وزمن لتصبح العلا متحفا طبيعيا مفتوحا، تضافر فيها جمال الطبيعة وجهد الإنسان القديم وتاريخه، وإنسانه اليوم بأحلامه وطموحاته متمثلة في رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية للعلا، مما جعل العلا تعيش تحولات غير مسبوقة يؤهلها في القريب العاجل أن تكون وجهة عالمية سياحية من الصعب أن تُنازع.

من العلا حتما هناك طريق إلى العلا في صناعة السياحة والاقتصاد والتمهل في قراءة التاريخ الماثل أمام الزوار، والاستمتاع بكل الطقوس والمناخات والثمار والحيوانات النادرة والفن الراقي العالمي والثقافة العميقة.. العلا مزيج من كل شيء جميل مستوحى من الماضي لأجل حاضر زاهر واقتصاد واعد.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com