-A +A
أحمد عجب
حين تضطر امرأة لإجراء عملية لدى أحد المستشفيات، يبصمونها على إقرار (وهي مخدرة أحيانا) يتضمن تحميلها المسؤولية كاملة عن أي مضاعفات أو أخطار قد تتعرض لها، كذلك الحال حين يهم شاب لركوب لعبة خطرة يوقعونه على تعهد بتحمل التبعات كاملة خاصة إذا ما كان يعاني هبوطا بالضغط أو أمراضا بالقلب، ونفس الحال نجده حين نهم بتناول وجبتنا الشهية بذلك المطعم الشهير، حيث تشد انتباهنا لوحة معلقة على الجدار كتب فيها (المحل غير مسؤول عن فقدان المحفظة أو الجوال لأي من الزبائن)!!

هذه العبارات بالمختصر المفيد (كلام فاضي) ولن تخلي مسؤولية أي من الجهات التي تحرص على اتخاذها كإجراء وقائي، بل على العكس تماما، قد تضاعف المسؤولية التقصيرية أو التبعية عليها، باعتبارها قد بيتت النية في التساهل وإسقاط إهمالها على الضحايا والآخرين!؟


هذا المفهوم الخاطئ والشائع، للأسف انتشر بكثرة لدرجة أنك تراه أينما وليت وجهك، هنا بالمراية عند قيادتك للسيارة (الأجسام بالواقع أقرب مما هي بالمرآة)، وكذلك بالحضانة الخاصة بالأطفال (بأنهم غير مسؤولين عن فقدهم)، وحتى أسفل هذه المقالة ستجد العبارة الشهيرة (إن المقال يعبر عن رأي الكاتب وحده)!!

المسؤولية في جميع القضايا تجزأ، وكل إنسان أو جهة مسؤول في حدود واجباته المناطة به، وهناك حق عام غالبا ما يتحمله الأشخاص من رؤساء ومرؤوسين وهناك حق خاص تتحمله تلك الجهة التي تحاول التملص من مسؤوليتها بكتابة مثل هذه العبارات الركيكة، لهذا لا تنطل عليك مثل هذه الممارسات وبدلا من إخلاء مسؤولية من يروج لها، اجعلها دليل إدانة على عدم المهنية أو الجهل بالقانون، لتحمي نفسك ومن تحب من أي أضرار محتملة، وقد بلغتكم وأبرأت ذمتي (وأخلي مسؤوليتي تماما).