-A +A
ماجد الفهمي
تأسس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1956 على يد رمز الرياضة الأمير عبدالله الفيصل، وفي ذات العام دخل اتحاد القدم مظلة آسيا والفيفا..

وهناك في الشرق الأوروبي تأسس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم عندما كانت تسمى يوغسلافيا عام 1912، وانضمت للفيفا عام 1992 بعد انفصال الدولة عن يوغسلافيا.


أي أن السعودية تسبق كرواتيا بانضمامها للفيفا بـ36 عاما.. ومع اختلاف القوة والحضارة الكروية بين منتخبات أوروبا ومنتخبات آسيا إلا أن كرواتيا في 26 عاما فقط وضعت نفسها كمنتخب لا يبتعد عن الـ10 منتخبات كتصنيف غالب السنين.

اتحاد القدم الكرواتي تأسس في 1992، وفي 1998 كرواتيا في المركز الـ3 في كأس العالم الذي نالته فرنسا وحلت البرازيل وصيفة، بل حصد دافور سوكر أو (شوكر) جائزة هداف البطولة.. أي مجد فوق مجد ولم يكتفوا.

في 6 سنوات فقط كرواتيا من لا شيء إلى تاريخ تقف له احتراماً.. مثلما أشرنا إلى خطط عمل بلجيكا في المقال السابق ذات الفترة طويلة المدى، فكرواتيا كانت على النقيض بخطة عمل قصيرة المدى وذات نتائج كبيرة.

كأس العالم الذي انتهى قبل 6 أشهر كانت كرواتيا تلعب في نهائي الكأس بقيادة مودريتش وراكيتيتش وماندزوكيتش والرفاق.. ولك أن تتخيل أن رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم هو هداف كأس العالم 1998 المهاجم دافور سوكر (ابن اللعبة) وليس تاجرها.

كرواتيا لم تفعل المستحيل.. هي فقط قدمت اتحاد قدم محترفا من (أبناء اللعبة).. قدمت اتحادا منظما في (إداراته) التي تسمى عندنا (لجانا)، علما أن كلمة لجنة هي إدارة مؤقتة وكلمة إدارة تعني إدارة ثابتة.

اعتمدت كرواتيا على المتخصصين في كل مجال، بل حث الاتحاد الكرواتي على تدريس كوادر أبناء اللعبة جيلاً خلف جيل ليعمل اتحاد القدم بشكل متسلسل وبنظام واحد (مهما تغيرت الأسماء)، بل الجميل فيهم أن من (يشعر) أنه لم ينجح يقدم استقالته من تلقاء نفسه.

أما هنا.. نحن لا نفرق بين كلمة لجنة وإدارة.. وزد عليها أن كثيرا ممن يترأس اللجان غير متخصصين..

نحن ننظر للآخرين بعين الإعجاب لأنهم جذبونا بعملهم.. ما هي نظرة الآخرين لنا.. ولنكن أكثر صدقاً.. ما هي نظرتنا لأنفسنا؟