-A +A
خالد السليمان
ثار سياسيون عراقيون على تصريحات للرئيس الأمريكي حول وجود ودور القوات الأمريكية في العراق بمراقبة إيران، واعتبروها مساسا بسيادة العراق، بينما وصفها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بأنها تعقد العلاقات العراقية بدول الجوار !

في الحقيقة يعيش بعض السياسيين العراقيين حالة إنكار ذاتي في مسألة السيادة، فالعراق منذ سقوط نظام صدام حسين فقد سيادته بخضوعه لسلطة الحاكم العسكري الأمريكي، ولم يستعدها حتى اليوم حتى وهو يملك رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء وبرلمانا منتخبا !


ففي العراق اليوم لا تملك أي حكومة عراقية تجاوز الخطوط الحمراء التي يحددها النفوذ الإيراني، الذي لا تخفي العديد من القوى السياسية العراقية المحلية أنها تعمل لحسابه وتمثل مصالحه، ويتجول اللواء الإيراني قاسم سليماني في محافظات العراق كما لو أنها محافظة إيرانية، وإذا كانت واشنطن تملك قواعد عسكرية وقوات على الأرض العراقية، فإن طهران تملك العديد من الميليشيات المسلحة المحلية التي تأتمر بأمرها وتنفذ رغباتها، بل إن تشكيل الحكومة العراقية ما زال إلى اليوم رهينة تجاذبات المصالح والرغبات الإيرانية !

أما حديث العبادي عن تسبب وجود ودور القوات الأمريكية على أرض العراق بتعقيد علاقاتها بدول الجوار، فالحقيقة أنه تعقيد بدولة مجاورة واحدة هي إيران، بينما تجاهل التعقيدات التي تسببت بها الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران مع دول الجوار كالسعودية والكويت التي وصلت إلى حد الاحتشاد على حدودهما، بينما تلعب هذه الميليشيات دورا هداما مع الجار السوري !

باختصار.. إذا كان لأمريكا في العراق قوات ينحصر وجودها داخل أسوار قواعدها، فإن بقية مساحة العراق تكاد تكون كلها قاعدة لإيران !