-A +A
عبير الفوزان
شبكات التواصل الاجتماعي فضاء مفتوح للجميع، ومتاح فيها الحديث ونقل الأخبار الحقيقية والمعلومات المفيدة والقيمة مرورا بالثرثرة وصولا إلى التجهيل.

عدد من الناس، بفضل هواتفهم الذكية، حملوا على عاتقهم رسالة تجهيل المجتمع تحت عباءة المصلح التوعوي والمرشد، فهناك من يحدوه الشغف للعب دور المصلح الاجتماعي والديني والاستهلاكي والصحي، ويقوم بأداء الدور بإصرار ودأب، ومع هذا الأداء المريع يتناقل كثير من الناس رسائل هذه الفئة وأفعالهم ونصائحهم كمسلمات.


دور التجهيل هو دور حقيقي يلعبه ثلة من الناس بهدف مكسب شعبوي من هنا وهناك.. والأمثلة على أولئك كثيرة. كل ما عليك فعله هو التنزه بفكر واع في حدائق الواتساب والسناب والانستغرام، لتجد ما يثلج العقل، والأعجب تداول الناس لمثل هذه الأمور التي تخرج عن سياق الحقيقة؛ سواء كانت معلومات استهلاكية خاطئة، أو دينية مفرطة في التطرف، أو دروسا كاذبة اجتماعيا ذات نتائج قاتلة ومدمرة للأسرة.

رسالة التجهيل تجاوزت الفرد الجاهل الأحمق صاحب الهاتف الذكي لتصل إلى بعض قنوات التلفاز الشعبية التي يفتقر كثير منها إلى المهنية.. فالإعلام أصبح في رأي الكثيرين مرهونا بكثرة المتابعين واللسان الطويل. قصة المذيع وضيفه اللذين استشاطا غضبا عندما سمعا صوت امرأة في الطرف الآخر قائلة للضيف (الله يسعدك ويوفقك) ليرميها المذيع الطائش بقلة الحياء.. ما هي إلاّ رسالة تجهيل عن السلوك الطيب، لكن من حسن الحظ أن كثيرا من أطياف المجتمع السعودي بدأت تعي ذلك، فوقفت في وجه هذا الجهل الغاضب الهادر، الذي يود من على منبره أن يقدم رسالة تجهيل خاصة حول القيم والأخلاق.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com