-A +A
أحمد عجب
من أكثر المشاكل التي يعانيها مجتمعنا، تلك الجراءة العالية لدى غالبية مشاهير السوشال ميديا، عقول صدئة وفارغة، لا علم ولا موهبة، مجرد صراخ وفرط حركة وأفكار مسروقة، وأقرب دليل، ذلك المقطع المتداول لأحدهم وهو يعتلي خشبة المسرح ليشرح للحاضرين من الجنسين كيف كان الغزل صعباً في الماضي وكيف أصبح من السهل اليوم التعرف على بنت، لقد شكل فعله قذفاً مبطناً لمجتمعنا، وانتهاكاً لقيمه وآدابه العامة، كما شكل تهريجه وأداؤه الهزيل بصمة سوداء في تاريخ (ستاند كوميدي) بعد أن اختفت الضحكة وعمت الكآبة، وارتسم الاشمئزاز على وجوه الحاضرين، وهم ينتظرون بقلق ختام هذه الفقرة الخادشة للحياء والتي لا تصلح للبث حتى في القنوات المشفرة !؟

لهذا يجب أن تقلم أظافر الجراءة لمشاهير السوشال ميديا حتى لا يخربشوا بها وجه مجتمعنا الطاهر ويلطخوه بسلوكياتهم المشينة، وحتى يمكن مع الوقت تحديد نسلهم في المواقع الإلكترونية وأجهزة المحمول إلى أن تندثر سلالتهم الدخيلة من عالمنا.


يتساءل الكثيرون، لماذا لا نقوم نحن المحامين السعوديين برفع قضايا على هؤلاء، أسوة بالقضايا المشابهة التي يرفعها المحامي مرتضى منصور أو نبيه الوحش بمصر، أو محمد العنزي في الكويت، لهذا أود التنويه بأن القضايا العامة كان يكفي لرفعها في السابق أن يتقدم ثلاثة من المواطنين بعريضة استنكار للجهة المختصة، أما اليوم فيشترط نظام المرافعات الشرعية لتقديم طلب أن يكون لمقدمه مصلحة قائمة، وأن لا ترفع أي دعوى حسبة إلا عن طريق المدعي العام، ولا تسمع بعد مضي 60 يوماً من تاريخ نشوء الحق المدعى به، لهذا يمكن إيصال (بلاغ للنائب العام) عبر حسابات النيابة بمواقع التواصل خاصة وأننا لمسنا تحركها الفعال في العديد من قضايا الرأي العام.

في حياتي كلها لم تمر علي مادة في الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع بهذا السخف والبذاءة، لهذا أتمنى الاحتكام لنص القانون لا روحه، وإيقاع العقوبة النظامية بسقفها الأعلى، فالضحية هنا ليس فرداً بل مجتمعاً بأسره تم انتهاك مبادئه وعاداته السامية.

أنني أشرح لكم النظام وبالي هناك على خشبة المسرح، أعرف بأن الكل راح والمقاعد باتت خالية والأضواء أطفئت والحارس ينتظر على الباب، لكنني حقيقة عجزت أن أجد فائدة واحدة مرجوة تبرر عرض ذلك المشهد السخيف، فحتى ذلك (الهريج) الذي يمسك جلسة الإستراحة بسوالفه التي لا تنتهي، والذي نقول عنه: هذر ووجهه مغسول، حين يرغب بإعطاء نكتة تحت الخط، فإنه أول ما يتلفت يميناً ويساراً ليتأكد بأنه لايوجد هناك أطفال، فيصغر في نظرهم ويفسد تربيتهم، بينما نجد مشاهير الغفلة لا تحلو لهم السواليف البايخة إلا في حضرة العوائل والأطفال (وذلك من باب التميلح)، فبأي (مرقــة) غسلت وجوههم يا ترى ؟!