-A +A
عبير الفوزان
للقلم الأحمر زمن لا يُنسى فهو يذكرني بالمعلمة في المرحلة الابتدائية، كما أنه يذكرني بأيام كُنت فيها معلمة، لكني لم أستطع إكمالها.

تذكرت القلم الأحمر وأنا أقرأ تغريدة للأستاذ غسان شربل مؤبنة الكاتب الصحفي اللبناني أدمون صعب الذي رحل عن الدنيا عن عمر يناهز الثمانين تاركا بصمة في جريدة النهار اللبنانية. ذكر شربل في تغريدته أن أدمون صعب كان «يعاقب المتدربين بالقلم الأحمر وأحيانا بسخرية جارحة».. حالما قرأت هذه التغريدة تذكرت القلم الأحمر بدءا من قلم معلمتي وأنا في الصف الأول ابتدائي وحتى زاوية كان يقرؤها والدي للكاتب الكويتي الراحل عبدالعزيز المساعيد عنوانها (بالقلم الأحمر)، وكيف كانت تلك الزاوية مبهرة بالنسبة لوالدي، رغم أني لم أقف على محتواها حتى اليوم.. القلم الأحمر في ذاكرتي خط أحمر، ومستفز، رغم أني أستعمله أحيانا عندما لا أجد غيره، وأود لو أعتذر لمن أكتب لهم بالأحمر.. فأعمد إلى رسم وجه ضاحك.


بصدق.. لا أحب القلم الأحمر ولا سلطته التي لم تعد تلائم هذا الزمن، فزمنه كان زمنا يشبه زمن الفلكة، ولكنه أرقى قليلا منها، لقد انتهى بذكرياته الجميلة بحلوها وحتى مرارتها، وتراجع كثيرا في زمن التكنولوجيا، فرأسه الصارخ لا يقارن بحرف من حروف الكيبورد التي تفتح لك منافذ علم ومعرفة ومعلومة وتاريخ، ربما هو أخفق فيها.

الأحمر.. قلم مستفز لا يملك هيبة النخب، فحتى اليوم لم تقم الدور العالمية المتخصصة في صناعة الأقلام بتصميم قلم فاخر بحبر أحمر... هو مجرد قلم راديكالي يبحث عن سلطة حتى لو كانت في تغيير حرف!.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com