-A +A
عبير الفوزان
يصوت اليوم مجلس الشورى على توصيتين الأولى منها: «دعم جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتعزيز دورها الوقائي الميداني والبرامجي وفق تنظيمها لضبط السلوك العام ورعاية قيم المجتمع»!.

صدقا.. لا أعرف من الذي صاغ عبارة هذه التوصية بهذا الشكل الاستفزازي أسلوبيا وأخلاقيا لكثير من أفراد المجتمع السعودي. كيف يكون الدعم (وفق تنظيمها) الذي تم تنظيمها أصلا بعد عدد من الخروقات التي امتاز بها بعض أفراد ذلك الجهاز، فهل الدعم المقصود في التوصية هو عودة أفراد الهيئة إلى سيرتهم الأولى من ملاحقة العوائل، وسؤالهم عن لون الثلاجة ومكونات منازلهم للتأكد من صلة القرابة بين رجل وامرأة، أو ما شابه ذلك وبهذا يتم ضبط سلوك الناس المنحرف، أم لتتم ملاحقة كل مختلف أو مختلفة عن ما اعتاده هذا الفرد في بيئته المحدودة ووسم المختلف بسيئ السلوك من وجهة نظر فرد من أفراد الهيئة مما يحتم عليه ضبطه؟!


تاريخ الأفراد الميدانيين لهذا الجهاز حافل بالمرارة.. فكم من مطاردة وكم من قتل وكم من خراب، وكم من امتهان للمرأة والشاب صار على يد أفراد من هذا الجهاز الذي حتى من تولوا شأنه ضاقوا ذرعا بالكثير من أفراده الذين حولوا شعيرة الأمر إلى الفعل والتعدي!

مجلس الشورى اليوم لا يصوت فقط، بل يحاول أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء بمجهود الأعضاء الذين سيصوتون لهذه التوصية، وهو مجهود جبار يحتاج فهلوة على غرار فهلوة إخواننا المصريين عندما تتوقف سيارتهم في عرض الطريق قصرا يصرخون بجوارها: «اللي يحب النبي يُزأ».. كلنا نحب النبي ولكن لن ندفع بسيارة إلى الوراء بسذاجة، كذلك كل عضو شورى يحترم الطريق وحقه وحياة الناس لن (يزأ). أما التوصية الثانية لهذا اليوم، فلا محل لها من الإعراب أصلا.

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com