دخيل الخليفة
دخيل الخليفة
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
نفى الشاعر دخيل الخليفة لـ«عكاظ» أن يكون حذفه لتغريدته عن القصيدة العمودية التي لا تناسب المرأة الشاعرة بسبب خشونتها، تراجعاً عن رأيه ولا خوفاً من غضب أحد، إذ ليس هناك غضب سيطال أحداً أكثر مما حدث !

هذا الرأي الذي أحدث جدلاً طويلاً خلال الأسبوع الماضي، وما زال، والذي نشرت «عكاظ» عنه موضوعاً تحت عنوان: «شاعر يقصي المرأة من القصيدة العمودية.. والسبب: الخشونة»، إذ أكد الخليفة أن السبب في حذفه للتغريدة يعود لخروج الموضوع عن مساره إلى مستوى من الكلام المتدنّي، إضافة إلى شتائم وطعن في أعراض أصدقاء.


وأضاف أنه كان يتوقع أنّ حذفه للتغريدة ستُحذف معها كل الردود، لكنه فوجئ بأن أغلب الردود بقيت، وأن الكلام السيئ والعنف والهجوم بين أسماء معروفة بقي على وضعه !

‏وبيّن الخليفة أنه مؤمن بما قاله تماما، وليس الهدف منه كما ورد في بعض الردود إنقاصاً من دور المرأة طبعاً بدليل أنني قلت في التغريدة (رغم إجادتها). إنما الردود تحولت إلى قضايا نسوية، وقضايا قصيدة النثر، والجندرية... إلخ. وكل هذا جاء في الردود بصيغ لا تعنيني في شيء، ولم يقدم مضموناً حقيقياً، إذا استثنينا بعض الردود الجميلة، وفي مقدمتها ما قاله الدكتور عبدالله السفياني والصديق الشاعر حاتم الزهراني والشاعر الدكتور فواز اللعبون والشاعر الناقد عبدالله السمطي. وأكد الخليفة أنه من الصعب أن تقدم المرأة الشاعرة جديداً ومبتكراً في (الشكل) العمودي الذي يحمل كثيراً من «الخشونة» والمطبات التي لا تتناسب ورقة مشاعر المرأة التي خصوصيتها لا تتناسب مع شكل مشاع قديم يحتاج لدى كتابته إلى التفكير فيه كشكل مع التركيز في الفكرة ومحاولة ابتكار الجديد، لأنّ هذه قدرات لا تتوافر في الكل حتى في المبدعين من الرجال، وأضاف أنه لا يقفز إلى أذهاننا في القرن الماضي من شعراء العمودي سوى الجواهري وسعيد عقل والبردوني وعبدالرزاق عبدالواحد وجواد جميل؛ ثم من الأجيال الجديدة جاسم الصحيح وحسين القاصد وجمال الملا ومحمد البغدادي وعمر السراي وأحمد بخيت، وقلة آخرون لم تكن من بينهم أية امرأة شاعرة. حتى من اعترضوا على قولي هم يؤيدونه بشكل آخر، لأنهم اختزلوا كل التجربة النسائية بشعر الخنساء؛ فأنا أتحدث عن الحاضر والمستقبل وهم يتحدثون عن شاعرة ولدت قبل 1400 عام !

وأكد الخليفة أن بعض الردود لأرباع الشعراء (ممن لم يتجرأوا أصلا على كتابة القصيدة العمودية ولا التفعيلة، وامتهنوا التعلق بذيل قصيدة النثر) لا تعنيه ولن ينحدر إلى مستوى أصحابها. كما أن ردود بعض الشاعرات فيها كثير من العاطفة و«الفزعة»؛ لذا بدت مرتبكة، إذ تمثلت في محاولة تأكيد القدرة على كتابة (الشكل) العمودي والحط من قصيدة النثر، متناسيات أن المسألة في الشكلين هي شعرية النص لا الشكل ! وأضاف الخليفة أنّ الردود عليه كانت عاطفية، كثر فيها البكاء والنشيج، ما أفقدها فكرتها الأساس، فاتجهت إلى مسار آخر، أقلها (وربما أكثرها ألما) هو أن حرف الدال يؤمن بالشكل لا بالشعر، وأنه منغرس بالموروث لا بالجديد، بطريقة (فقط أنا الحق، وأنتم الباطل!)، ومثل هؤلاء عليهم (وعليهن) التفكير الجاد بمسيرتهم الأكاديمية.

أما الحديث عن الجندر و(تقسيم الشعر إلى رجالي ونسائي)، فأكد الخليفة أنه لم يتحدث عن (الشعر) بل (الشكل)؛ وثمة بون شاسع بين الأمرين لمن يفهمهما ! أما جماعة (ولو أنها لم تقل إلا هذا لكفاها !)، فكأنهم يطالبوننا بأن نحكم على تجربة كاملة من بيت، إن القصيدة العمودية لا تحفل بالإضافة والمغايرة وابتكار المعاني، وإنما محاكاة ( شكلية) فقط لنسق قديم.

وأقرّ الخليفة بأنّ تحريفاً ما طال مضمون تغريدته إلى القول (إنهم يرون أن النسوة لا يبدعن في أي نوع من أنواع القصيدة) بينما أنا قلت في التغريدة (وإن أجادت المرأة كتابة العمودي).

وأكد الخليفة أنّ هذه الضجة كانت جميلة في بدايتها، لكن المؤسف أنها دون كوابح، على طريقة (اللي براسك قوله).