-A +A
حمود أبو طالب
ليس جيداً عندما نعرف من وزير التعليم خلال تدشينه ورشة عمل (مستقبل الجامعات السعودية وتطوير أدائها) أن ما تم صرفه على البحوث الجامعية خلال السنوات السابقة لا يتجاوز الـ100 مليون ريال، من بين 6 مليارات خصصت للإنفاق عليها، مؤكداً أن ذلك دليل على ضعف المواءمة والتنسيق مع مستهدفات رؤية 2030، وداعياً إلى مبادرات جامعية تدعم أسس المنطق، والاستنباط ضمن مناهج تعليمية فاعلة.

نعرف جيداً أن حقل البحوث الجامعية وغير الجامعية في شتى الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية يقع في آخر سلم الاهتمامات، لكننا الآن نتعرف على حقيقة مأساوية في المعاقل الأكاديمية التي تضم مخازن الخبرة في كل المجالات، تجعلنا نبرئ ساحة الدعم المالي من الدولة ونضع اللوم على الجامعات في عدم استفادتها من 6 مليارات كان بإمكانها أن تكون كفيلة بتأسيس ودعم البحث العلمي الجامعي الذي يمثل حجر الزاوية في نهضة وتطور أي مجتمع.


نعرف عن وجود عمادة أو مركز للبحوث في كل جامعة، فأين كانت المشكلة من عدم الاستفادة من مليارات البحث العلمي، هل في عدم وجود خطط منهجية علمية واضحة للبحث أم في بيروقراطية الإجراءات المتعلقة بإجازة البحوث واعتماد مخصصاتها، أم أن معظم البحوث التي قدمها أساتذة الجامعات لا تتوفر فيها اشتراطات ومعايير البحث العلمي الابتكاري الخلاّق، أم أن هناك أسبابا أخرى تضاف لهذه الأسباب، ولكن في كل الأحوال نحن إزاء وضع مؤسف في جامعاتنا نأمل تداركه حتى نستطيع الانتقال للمستقبل بجدارة.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com