-A +A
إدريس الدريس
لو تخيلت أن (المملكة) رجل يعاني من الصداع الشديد والمزمن ولايتم علاجه -حاليا- إلا بالمسكنات التي تعالج العرض ولا تباشر المرض، لأدركت أن أسباب هذا الصداع تكمن في حجم الصدمات التي يتلقاها هذا الرجل إما بسبب ما يجده من القريب أو البعيد أو ما يواجهه من جحود وكذب أو سوء فهم وأن ذلك لم يقتصر على من هم ضمن دائرة الأعداء الذين يستهدفونه متعمدين إقصاءه أو الإضرار به ولكن يزيد على ذلك ما يتلقفه من بعض من كان يحسبه شقيقا أو صديقا.

الواضح هو أن هذا (الرجل) لا يحسن حتى الآن تجلية مواقفه والدفاع عن نفسه لأنه كان ولا يزال يقتصر في بث همومه على ما كان يحدث به أولاده والذين يعرفون جيداً مواقف والدهم ويدركون تضحياته وبذله وسعيه لنبذ الخلافات ويعلمون حجم سخائه وعطائه في كافة المجالات الإغاثية والإنسانية، وبالتالي فعليه أن لا يكتفي بالجلوس إلى أبنائه أو أن يختصهم وهم الأدرى بسيرته ومسيرته بل يجب أن يواجه خصومه في الخارج بالحقائق وأن يفعل ويبادر دائماً حتى قبل أن تقع الفأس في الرأس فلا يصبح كعادته دائما في موقف المدافع بل عليه أن يكون حاضراً وأن يحسن إدارة أزمته في شفافية وأن يكون واضحا وجارحا إن اقتضى الأمر وأن يقدم للآخر كشف حساب بأفعاله وأفعال خصومه ومواقفه ومواقفهم، كما عليه أن يستعين في الخارج بحزب «الكنبة» من مئات الألوف والملايين الذين عملوا في مزرعته وأفادوا واستفادوا ثم عادوا إلى ديارهم وعليه أن يتولى من خلال ممثليه في الخارج التواجد في الفعاليات المجتمعية هناك، وأن يسجل حضوره ووجوده في المناسبات الشعبية والثقافية وأن يعقد الصداقات مع القوى الإعلامية والأقلام المؤثرة.


نعم فما زال صاحبنا يقتصر حضوره على استقبال المهنئين في حضور أطباق الكبسة والأكلات الشعبية خلال ذكرى اليوم الوطني وذلك هو التقليد النمطي منذ انطلاق أغنية وطني الحبيب إلى أغنية فوق هام السحب، لكن بعد أن تنتهي المناسبة يعود السفير وموظفوه إلى منازلهم أو مكاتبهم في اليوم التالي لتخليص بعض المعاملات العلاجية أو التعليمية وقد يخرجون إلى المطار لاستقبال أحد الوجهاء من ذوي الحظوة لكنهم يتفرجون مثلنا على ما يعرض أو يكتب ضدنا من افتئات وافتراء وقد يرسلون إلى هنا إحاطة بما يحدث ويطلبون التوجيه بما يجب لكن الإحاطة تنام في الأدراج!!. سيظل الإعلام والخارجية فرسي رهان في حضورنا الخارجي وفي علاج صداعنا المزمن. فمتى يحلقان عاليا؟

* كاتب سعودي

IdreesAldrees@