-A +A
فواز الشريف
في عالم كرة القدم الذي اختلط بالمعتوهين والمتشنجين والأغبياء، تصبح اللعبة لا طعم لها ولا قيمة ولا حتى أهمية، حيث يصبح الحديث عنها أو ممارستها أو تشجيعها أمرا يفصل بينها وبين بقية أعضاء المجتمع الذين يدركون حلاوتها كواحدة من أعرق الفنون والثقافات الإنسانية، لكنهم لا ينجذبون إليها وسط هذا الضجيج.

تجد المشجع أو المتابع لعالمها مجرد إنسان يشعر بعدم الثقة في نفسه وفي معشوقته، لدرجة أنه مع الخسارة وهو الأمر الأهم في اللعبة الذي يكشف مدى معرفته وثقافته بتفاصيلها، يعجز عن ذلك ويكيل التهم لكل الأشياء المحيطة والمحبطة من تحكيم ومؤامرة وخديعة، وحين ينتصر يشعر بأنها أكثر لعبة نزيهة في العالم.


بالأمس الأول خسر المنتخب في مباراة تعد تحصيل حاصل، فأصبح الكثير من المشجعين نقادا في الشأن الفني وغدا سيفوز المنتخب بإذن الله وسيتحولون إلى مشجعي أفراد، ليمنحوا لاعب فريقهم المفضل فضل الانتصار وسيتركون تحليلاتهم التي بالأمس، ليس هناك منطقية ولا منهج رغم أننا تابعنا الكرت الأصفر الثاني الذي تحصل عليه سالم الدوسري للاستفادة منه في الأدوار الإقصائية ورغم أن المدرب أشرك بعض الأسماء لمنحهم الفرصة والثقة وهي طريقة اعتيادية ومعروفة عند أكبر الفرق والمنتخبات العالمية على رغم أنها ليست السبيل الوحيد في تحقيق الانتصارات لكن على مستوى ألف باء اللعبة هي هكذا.

طبعا هناك من يعتقد بأن المنافس كان يعتبرها مباراة تاريخية ولعب بقتالية فائقة، علما أنه المتصدر بل وتحصل على عدد من الكروت ستعيق طريقه نحو اللقب، هذا إذا كان يسعى إليه، في حين يجزم البعض أن بطولتهم هذه المباراة فقط لتمنحهم انتصارا معنويا أو وهميا.

نحن نتوقف لمشاهدة البطولات الكبرى ونتعلم منها ونستفيد من تفاصيلها الصغيرة لقراءة الماورائيات فيها بهدوء وتمعن، غير أن البعض يسعى لاستعراض أبجدياته الفنية في المنتخب فقط، وإذا خسر فريقه أمام غباء مدربه أو كبرياء إدارته أو تواضع مستوى لاعبيه، تحدث عن أناس لانعرفهم يعتبرون بمثابة أشباح اللعبة تعمدوا خسارته.

نعود مرة أخرى ونقول كرة القدم التي تدور بين البعض منا، فيها كمية ضجيج وإحباط لا يجعلها جميلة بالقدر الذي جعلها رفيقة الإجازة الأسبوعية ومتنفس الناس في الكثير من دول العالم.