لم تتوانا القيادة الرشيدة عن تقديم كافة انواع الدعم لمصابي الحد الجنوبي.
لم تتوانا القيادة الرشيدة عن تقديم كافة انواع الدعم لمصابي الحد الجنوبي.
العميد الدكتور عبدالرحمن الرشيد.
العميد الدكتور عبدالرحمن الرشيد.
البطل إبراهيم الزهراني وخلفه لوحة رسمتها وأهدتها له الفنانة التشكيلية شمس بعد إصابته في الحد الجنوبي.
البطل إبراهيم الزهراني وخلفه لوحة رسمتها وأهدتها له الفنانة التشكيلية شمس بعد إصابته في الحد الجنوبي.




البطل عايض القحطاني وابنه محمد والزميلة أمل السعيد.
البطل عايض القحطاني وابنه محمد والزميلة أمل السعيد.




البطل عبدالمنعم الحدادي ووالدته.
البطل عبدالمنعم الحدادي ووالدته.




البطل مسلم الحربي
البطل مسلم الحربي




البطل مفرح جابر
البطل مفرح جابر




البطل وجدي علي
البطل وجدي علي




البطل جارالله العمري
البطل جارالله العمري




البطل مشبب ال سالم
البطل مشبب ال سالم




البطل قاسم البلوي
البطل قاسم البلوي
-A +A
أمل السعيد (الرياض) amal222424@ (تصوير: عبدالعزيز اليوسف)
يسطر الجنود البواسل في الحد الجنوبي بطولات في الذود عن الدين والوطن، تكتب بماء من ذهب، وستروى للأجيال عبر السنين، متسلحين بالإيمان والعزيمة والإصرار، والدعم الذي يحظون به من القيادة التي وفرت لهم كل السبل التي تعينهم على أداء واجبهم بأكمل وجه. وفي مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية يحظى مصابو الحد الجنوبي بأرقى الرعاية الصحية، وبخدمات طبية وتأهيلية ومتابعة دقيقة على مدار الساعة، ساعدتهم بعد الله على الشفاء العاجل. «عكاظ» زارت عددا من المصابين الذين يتلقون العلاج في المدينة الطبية العسكرية، واستمعت إلى قصص ملهمة تروي بطولاتهم، وتفانيهم في حب الوطن، مجسدين أسمى معاني التضحية والإخلاص والشجاعة والإقدام، فما إن يتماثل أحدهم للشفاء، حتى ييمم وجهه شطر الحد الجنوبي، لمشاركة زملائه البواسل الذود عن حياض الوطن، رافعين شعار «النصر أو الشهادة»، موقنين بأن أرواحهم ترخص من أجل الوطن، ومهما قدموا من أجله فلن يوفوه حقه.

أمنيات بالعودة


رغم أن البطل مسلم الحربي أصيب بطلق ناري في الكتف وشظايا بأسفل الظهر والفخذ أثناء صده هجوما على أحد المواقع في جبهة نجران، إلا أنه يشعر بالتقصير تجاه وطنه، ويرى أنه لم يعطه حقه.

وأثنى الحربي على ما يتلقاه من رعاية في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، مؤكدا أن البلاد تقدم دعما لا محدودا لمصابي الحد الجنوبي. ويتمنى الحربي المتزوج وله ولد، بأن يعجل الله بشفائه ويغادر المستشفى ليتمكن من العودة إلى الحد الجنوبي مجددا ويواصل الدفاع عن الوطن.

ويتمتع البطل المصاب مفرح جابر علي بروح مرحة ومعنويات مرتفعة، متغلبا على بتر رجله اليمنى وكسر في اليسرى إثر انفجار لغم، وحملنا رسالة إلى زملائه بالحد الجنوبي أن يتكاتفوا ويواصلوا الصمود قائلا «الدولة قدمت الكثير في السلم وفي الحرب، ونحن خلقنا لندافع عن ديننا الإسلامي ووطننا وعن ولاة أمرنا وهذا واجبنا».

يد واحدة

ويروى الرقيب مشبب الأحمري بكثير من الفخر والاعتزاز صده هجوما للمتمردين في الربوعة، وتعرضه للإصابة، ما استدعى نقله إلى مدينة الأمير سلطان الطبية، التي وجد فيها الرعاية الكافية.

وقال الأحمري: «نحن في دولة فاضلة تحب شعبها وجنودها الأبطال وتبذل لهم كل غالٍ، ونشكر دولتنا ونحن في خدمة الدين والوطن والمليك، وجزاهم الله كل خير ونحن في خدمتهم على الدوام».

وذكر أنهم في حد الجنوبي يد واحدة، إذا أصيب أحد منهم لا يتركونه، منوها بتكاتف الجميع وتعاونهم قادة وأفرادا، وبوجود الإسعافات الميدانية في كل مكان، داعيا الله أن يعينه على الشفاء ويكتب له حج البيت قريبا.

«نحن لا نتأثر لأننا نحمي الوطن، والشهيد عند الله، والمصاب له أجر عظيم، ولا يوجد أي موقف صعب»، بهذه الكلمات استقبلنا البطل وجدي علي، الذي تعرض لطلقة من العدو أصابت رجله، معربا عن أمنياته بأن يعود للحد الجنوبي في أقرب وقت وينضم لزملائه في دفاعهم عن الوطن. ويدعو وجدي الله أن يحفظ جنودنا بالحد الجنوبي وينصرهم ويثبتهم، مؤكدا أن العدو مدحور، وعن الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى يقول «الدولة لم تقصر معنا وحكامنا لم يقصروا معنا».

سيلفي لا ينسى

حاز رئيس رقباء عايض سند الجروي القحطاني أحد المصابين، على اهتمام متابعي السوشيال ميديا أخيرا، بعدما انتشرت له صورة سيلفي مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أثناء زيارته مصابي الحد الجنوبي بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، وهو ما كان له تأثير إيجابي كبير على حالته النفسية.

وذكر القحطاني أنه حاصل على بكالوريوس علوم إدارية ومتزوج وله 4 أولاد، وتعرض قبل 8 أشهر لانفجار لغم تسبب في إصابته ببتر في طرفيه السفليين وفقدان النظر في العين اليسرى، مقدما الشكر لإدارة المستشفى التي تقدم خدمات رائعة ومجهودا كبيرا في رعاية المصابين.

وأكد أن الوطن أمانة في أعناق الجميع، وأن الشعب والقيادة يد بيد ضد من يعادي الوطن، متابعا «الوطن والقيادة خط أحمر وكلنا سلمان وكلنا محمد».

وروى القحطاني قصة السيلفي مع ولي العهد، مبينا أنه فوجئ بولي العهد يدخل غرفته ويسلم عليه، مؤكدا أن الأمير محمد بن سلمان كان معهم قبل الإصابة وبعد الإصابة.

وقال القحطاني: «طلبت من ولي العهد أن التقط معه سيلفي، فردّ: لي الفخر وأتشرف أن أكون مع أحد أبطال الحد الجنوبي»، مشيرا إلى أن ولي العهد قال كلمة من ذهب مضمونها: «أنا فخور بالعمل الذي تقومون به أكبر مليون مرة من العمل الذي أقوم به أنا»، معتبرا كلماته وسام شرف على صدورهم.

وأفاد أنه كان في الحد الجنوبي مع فريق تدخل سريع للحالات التي تتطلب الدعم، مشيرا إلى أن أحد زملائهم أصيب وطلبوا منهم دعمه وتدخل سريع، فتمكنوا من إنقاذه رغم صعوبة المهمة، وتمكنوا بفضل الله وتكاتفهم من دحر العدو.

وعبر الطفل محمد بن عايد القحطاني عن فخره واعتزازه بوالده بطل الحد الجنوبي الذي دافع عن الوطن، متمنيا أن يكون مثله حين يكبر جنديا في خدمة الدين والوطن.

فداء للوطن

بثقة وإصرار يقول إبراهيم بادي الزهراني عن إصابته «أنا لم أفقد أطرافي على حدود الوطن بل وهبتها دون الدين والوطن والمليك ومقدسات المسلمين»، هكذا يرى الزهراني حادث انفجار اللغم الذي تعرض له في إحدى العمليات بالحد الجنوبي أسفر عن بتر في الأطراف.

وقال: «نحن حماة الوطن وأي وقت يطلبنا الوطن نحن مستعدون، ولو سنحت لي الظروف لعدت للجبهة، ولكن زملائي فيهم الخير والبركة»، موجها رسالة إلى زملائه أن يكونوا على قلب رجل واحد، داعيا الله أن يربط على قلوبهم ويسدد رميهم ويحفظهم.

وتحدث الزهراني عن صورة مرسومة له كان يضعها خلف سريره في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، قائلا إن فنانة تشكيلية تدعى «شمس» تفاعلت مع حالته بعدما علمت بإصابته في الحد الجنوبي وقامت برسم صورة له وأرسلتها له كهدية.

وأبدى راشد الزهراني فخره واعتزازه بما قدمه شقيقه إبراهيم، لافتا إلى أن الله منّ على إبراهيم بالإصابة رغم أنه كان يتمنى الشهادة.

وذكر راشد أن وطننا متلاحم وأبناءه جسد واحد، وكثيرا ما وصلت أخاه قصائد ولوحات تشكيلية، كان آخرها هدية عبارة عن خريطة للوطن كتب عليها كلماته التي يقول فيها «أنا لم أفقد أطرافي دون هذا الوطن وإنما قدمتها فداء للدين ثم المليك والوطن وكم كنت أتمنى أن أنال الشهادة في سبيل الله فلا نامت أعين الجبناء».

عزيمة لا تلين

لم تثن الإصابات البليغة التي تعرض لها جارالله العمري من عزيمته ورغبته في الذود عن الوطن، فبالرغم من بتر يديه وفقد عينه اليمنى وجزء من اليسرى إثر محاولته نزعه لغما من إحدى المناطق بالحد الجنوبي، إلا أن روحه المعنوية مرتفعة ومليء بالحيوية، ليردد بيقين «ما قدمنا للوطن هو واجب علينا».

ويتمنى العمري الذي له 3 أطفال، الشفاء السريع ليتمكن من العودة إلى زملائه في الحد الجنوبي، بعدما قضى عامين بين الأبطال على الحد، موجها كلمة لزملائه المرابطين قائلا «شدوا حيلكم العدو نهايته قريبة والوطن غالٍ علينا والله يحفظ قيادتنا».

فيما يقول شقيقه صالح العمري، إن الله كتب لأخيه عمرا جديدا، حيث كان لا يتحرك إطلاقا عندما وصل إلى المستشفى بينما حالته الصحية تتحسن حاليا وفي تقدم مستمر، مقدما شكره للقيادة على كل ما تقدمه للمصابين بالحد الجنوبي من دعم وتشجيع وعلاج.

فخر متوارث

وأثنى قاسم البلوي على الخدمات التي تلقاها في المستشفى منذ اليوم الأول لوصوله، بعد تعرضه لطلق ناري في الرقبة أثناء مشاركته في حماية الحدود بنجران، متمنيا أن يعود بأسرع وقت لمواصلة الكفاح مع زملائه، داعيا الله أن ينصر زملائه ويسدد رميهم.

وتختزن ذاكرة البلوي موقفا مؤثرا عاشه في الحد الجنوبي، حين أصيب زميلهم وتمكنوا من إنقاذه من بين وابل النيران بكل بسالة ونجاح.

وأبدى والد البلوي فخره واعتزازه بابنه، معتبرا إصابته وسام شرف على صدره، داعيا الله أن يمن عليه بالشفاء، ليعود للذود عن الوطن في أقرب وقت.

ويتماثل البطل محمد موسى جابر للشفاء من الإصابة التي تعرض لها في الرأس، إذ يتلقى رعاية طبية فائقة في المستشفى، مبديا رغبته الجامحة في العودة للذود عن الوطن في حال اكتمال شفائه.

رعاية فائقة للمصابين

أكد نائب المدير الطبي في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية العميد الطبيب عبدالرحمن الرشيد لـ«عكاظ» أن مصابي الحد الجنوبي في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية يحظون بالخدمات التي يحتاجونها كافة، ولهم الأولوية في تقديم الخدمة الطبية. وأوضح أن العناية بالمصاب تبدأ فور تعرضه للإصابة في الحد الجنوبي، بدءا من الكشف عليه في الموقع نفسه وتقديم الخدمة المطلوبة، وإذا استدعت حالته النقل إلى مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، ينقل فورا بطائرة الإخلاء الطبي إلى الرياض، وبعد فحصه من قبل المختصين، يخضع للإجراءات الطبية سواء كانت عملية جراحية أو علاجات. وأعلن عن تخصيص جناح متكامل في المدينة الطبية لعلاج مصابي الحد الجنوبي، ويخضعون للمتابعة يوميا من الفرق الطبية، حتى يمن الله عليهم بالشفاء، لافتا إلى أن غالبية الإصابات التي تردهم ناتجة عن العمليات في الموقع، مبينا أنه يجري التعامل معها عبر العملية الجراحية المطلوبة ثم يتم متابعة المريض سواء من ناحية الرهاب أو إعادة التأهيل أو العلاجات المطلوبة. وذكر أن ثمة ترتيبا متكاملا للحالات التي تحتاج إلى علاج متقدم خارج المملكة.

مكتب 7/‏‏24

وبين الرشيد أن هناك مكتبا مخصصا لمصابي الحد الجنوبي اسمه «مكتب مصابي الحرب»، يرأسه ضابط رتبته عميد وفريق كامل يتعامل مع مصابي الحرب من لحظة وصولهم مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية مرورا بمتابعتهم أثناء وجودهم داخل المدينة والمرئيات بعد الشفاء بإذن الله سواء الخروج أو الترتيب للعلاج خارج المملكة. ونوه الرشيد بحرص المكتب ومدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية على راحة مرافقي المريض وعائلته، وإذا كان من خارج الرياض يتم صرف تذاكر طيران له ولعائلته، وإسكانهم في مكان قريب من المدينة، معتبرا الراحة النفسية جزءا من العلاج، حيث يتم الترتيب للعائلة عبر مكتب مصابي الحرب الذي يستمر دوامه 24 ساعة لخدمتهم.

قسم الرعاية المنزلية

وأفاد الرشيد أن قسم الرعاية المنزلية يتابع 3 آلاف مريض في منازلهم، ومن ضمنهم أبطال الحد الجنوبي، فإذا كان المصاب ساكنا في الرياض ويحتاج متابعة يتم الترتيب له بشكل كامل وزيارته في منزله ويقدم له كل ما يحتاجه من العلاج. وأكد أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يولي المصابين رعاية دقيقة، ويحرص على الاطمئنان عليهم، لافتا إلى أنه زارهم وتعرف بشكل دقيق على حالة كل مريض، عبر تقارير زودته بها الجهات المعنية، من باب الحرص على أن تقدم لهم خدمة بأعلى مستوى.

أم عظيمة وابن شجاع

وسرد الرشيد أبرز موقف مؤثر عاشه، حين قدمت والدة أحد المصابين التحية العسكرية لولي العهد أثناء زيارته المدينة الطبية، مؤكدا أن هذه الأم هي التي تمنح ابنها المصاب المعنويات العالية، إذ أعطت صورة ناصعة لكل أمهات الوطن اللاتي يدعمن أبناءهن المصابين. وذكر أن ما فعلته قدم الدعم الكامل لابنها حيث كان لها بعد الله دور أساسي في تحسن حالته، مختتما بقوله «هذه الأم العظيمة لفتت انتباهنا جميعا أثناء زيارة ولي العهد بحنانها».

لم تتوانا القيادة الرشيدة عن تقديم كافة انواع الدعم لمصابي الحد الجنوبي.