-A +A
عبده خال
ربنا يسلم الجميع من مغبة الغضب، فعشرات الأحداث هي الابنة الشرعية لتلك الحالة التي زوّد الرسول صلى الله عليه وسلم أحد سائليه بوصية: لا تغضب وكررها ثلاثاً.

وأبشع نتائج الغضب هي التي تؤدي إلى وفاة أحد المتشاجرين ليكون الطرف الأول قاتلاً والطرف الثاني مقتولاً، ولو أن أحد الطرفين أمسك لجام غضبه لما مات أحدهما.


وكثير من قضايا القتل لدينا غدت مثيرة للتساؤل حول المغالاة في الدية التي تصل إلى عشرات الملايين، وهي دية مبالغ فيها أدت إلى ظهور حالة اجتماعية تتمثل في جمع الدية من كل حدب وصوب، وهي حالة تكررت مراراً، وإن كان لها جانب إنساني بإظهار التعاون في المصائب إلا أن لها جوانب سلبية عديدة قد يكون أسوؤها الاستهانة بإزهاق الأرواح ما دامت أن النتيجة هي جمع أموال ودفعها لأصحاب الدم وإخراج القاتل ليتنفس الهواء بينما ذهبت نفس غالية من أحبائها..

وأعتقد أن التمادي في هذا الأمر يجعل الدماء سهلة الإزهاق، كما أن جمع الدية يرهق كثيراً ممن ينتمي لقرابة القاتل، وهم بهذا الجمع يحرضون بقية الأطياف على تنامي حالات الثأر بقتل فرد من أفراد المنتمي للقاتل أو التفاخر بأن القاتل لن يقتل ما دامت الأموال ستنهي القضية.

وأعتقد أيضاً أن المشرّع لا بد له من التدخل، ودراسة هذه الظاهرة، والوقوف على جميع السلبيات التي أفرزتها حالة جمع الدية، ومن ثم تسجيل التوصيات اللازمة للحد من الحالة ورفعها إلى منصة مجلس الشورى لأخذ قرار بتمريرها كنظام يعلو ولا يعلى عليه.