-A +A
خالد السليمان
كعادتنا غالبا لا نكرم بتسمية شارع أو قاعة أو معلم إلا ميتا، ولا نمنح وساما إلا طاعنا في السن، فما الذي يمنعنا من أن نسمي الشوارع والقاعات والمعالم بأسماء الأعلام في حياتهم، وما الذي يمنعنا من منح أوسمة التكريم وشهادات الثناء للأحياء وهم في عنفوان عطائهم أشداء يصعدون إلى منصات التكريم تدفعهم حيوية الفرح والانتشاء بالعرفان والوفاء بدلا من أن تحملهم أقدام الشيخوة المتثاقلة أو الكراسي المتحركة أو تطغى على أفراحهم آلام المرض والعجز؟!

أمس أعلن عن توجيه وزير الثقافة بتسمية إحدى دور العرض باسم الفنانة التشكيلية الراحلة منيرة موصلي رحمها الله، وسبقها الكثير من الأعلام الذين لم تسم الشوارع بأسمائهم إلا بعد رحيلهم، أو يكرموا إلا بعد شيخوختهم، وفي الجنادرية اقترن التكريم بمشاهد الكراسي المتحركة أو الشيخوخة المتقدمة، فلماذا لا نتذكر أعلامنا إلا عند موتهم أو وهم على أعتاب الرحيل؟! وهل هو استدراك مدفوع بتأنيب الضمير على التقصير، لكن الضمائر حين تصحو من تأنيبها لا تكرر أخطاؤها، وتصحح خطواتها!


كرموهم في حياتهم وربيع أعمارهم وتمام صحتهم كما يستحقون، قبل أن يتخطفهم الموت أو تداهمهم الشيخوخة ويثقلهم الزمن!