-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
متنصلاً من فداحة 22 عاماً من «التآمر» على جيرانه، أطل العضو الشريك في تأسيس تنظيم ما بات يعرف بـ«الحمدين» ووزير خارجيته السابق في شرق جزيرة سلوى حمد بن جاسم بملامح «الثعلب المتخفي» بـ«جلد الحمل الوديع»، محاولاً القفز على حقائق أسباب مقاطعة الدول الـ4 الداعية لمكافحة الإرهاب للنظام القطري، بعد أن كانت يمينه تمسك بمعول الهدم القطري في الشرق الأوسط، ما اعتبره وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، حديثا «لا جديد فيه». ووصف قرقاش إطلالة «بن جاسم»، بـ«انفصام اعتادت عليه الدول بين الممارسة التي كان الشيخ حمد أحد مهندسيها وأدت إلى مأزق الدوحة الحالي وبين الطرح النظري الفضفاض». وأرجع ركاكة حجة بن جاسم وضعف خطابه إلى «غياب النقد الذاتي والمراجعة».

وأطل بن جاسم، عراب الدمار في العالم العربي، عبر لقاء تلفزيوني لقناة RT الروسية أمس (السبت)، لامزاً الإدارة الأمريكية تارة، ومغازلاً إسرائيل تارة أخرى. وعلى النهج ذاته «الشيزوفريني القطري»، أكد حمد بن جاسم أن علاقة بلاده مع إيران بعد المقاطعة أضحت أقوى، محاولاً تبرير خيانة الأشقاء وتسديد طعنات الغدر لهم، مشيراً إلى أن الخلافات الخليجية السابقة مع قطر حلت بما وصفه بـ«بوس اللحى»، الطريقة التي اكتشف الخليجيون أنها لم تعد تجدي نفعاً في نظام ينخره التآمر ويقتات على الأزمات.


ولم يقف حمد بن جاسم عند منافحته عن علاقة بلاده مع إسرائيل، بل ذهب متبجحاً إلى دعوة «الجميع» إلى إقامة علاقات مع تل أبيب، وعلى نهج بن جاسم، يعود في لحظات ليناقض نفسه، منتقداً ما أسماه بـ«حج دول عربية إلى تل أبيب».

ورغم مضي أكثر من 22 عاماً على هرولة الدوحة إلى تل أبيب، والزعم بمساعدة الفلسطينين عبر «نافذة الاتصال القطري-الإسرائيلي»، لا يزال الفلسطينيون يعانون من ويلات التدخلات القطرية التي تسعى إلى تعميق الانقسام وترسيخ الفرقة بينهم.

وبينما ساهم بن جاسم من خلال أذرع تنظيمه في المنطقة طوال عمله السياسي في زعزعة دول عربية عدة طيلة الـ22 عاماً الماضية التي فتح خلالها ورفيقه في «الخراب»، حمد بن خليفة، أبواب قطر كمأوى للإرهابيين والمارقين، نفى حمد بن جاسم وجود دليل واحد على دعم قطر للإرهاب، في مفارقة تبدو ساخرة، إذ تحتضن بلاده العديد من المطلوبين الإرهابيين، كما تورطت في العديد من الصفقات مع التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية وليبيا.

وكعادته، غصت إطلالته الأخيرة بالتناقض والطرق الكلاسيكية في المناورات السياسية، ففيما يستمر «تنظيمه» في ضرب العمل العربي الموحد عبر جامعة الدول العربية، يدعو حمد بن جاسم «الجامعة» إلى «لملمة الجراح العربية».