-A +A
علي بن محمد الرباعي
الجنسية صفة اعتبارية، أصلية ومكتسبة، وتُعرَّف بأنها (حالة الشخص الطبيعي الذي يلحق بدولة عن طريق رابطة الولاء) والجنسية ميثاق نظامي وقانوني مرجعيته الهوية الوطنية باعتبارها أشمل الهويات في الدولة المعاصرة التي قد تجمع تحت مظلتها أدياناً ومذاهب وأفكاراً واتجاهات، ويترتب عليها ضمان الحقوق بموجب دولة المواطنة، والقيام بالواجبات، والجنسية منها ما هو تأسيسي تجري أحكامه على كل المواطنين المعاصرين نشوء الدولة، ومنها ما هو لاحق تمنحه الدولة وفق ضوابط.

بالطبع عندما يطرح أحدهم عليك سؤالاً، خصوصاً وأنت خارج وطنك، فإنك ستعيد النظر في وضعك الذي أنت عليه، وتحاول أن تعرف دافع السؤال وهل هو عفوي أم وراءه إشكالات ليس أقلها التسول أو إلحاق الأذى، وأعترف لكم بأنني أنكرتُ سعوديتي يوماً ما بسبب تصرف أثار حفيظة السائل فجابهني بقوله: «الأخ سعودي؟»، فأجبته: «عربي»، والسبب لهذا التعريض أنني شعرتُ بأنه صدر عني سلوك خاطئ لا ينبغي أن يحسب على وطني.


الجنسية تحتِّم على حاملها أن يكون أهلاً لها. فهناك مثاليون يحلمون بنيل الجنسية، وهناك حاملو جنسية غير مثاليين، بالطبع شرف لنا أن نكشف عن جنسيتنا السعودية ونعلن هويتنا الوطنية في مواقف نحن نرتقي فيها لمستوى الجنسية، مثلما أنه ليس من اللائق أن يهبط أحدنا بجنسية بلده أو ينزل بها لمستوى تصرفاته أو نزواته الرعناء.

نحن سعوديون، والتسمية لم تفرض علينا كما يظن البعض ويزعم، بل كانت إجماعاً تبناه ممثلو الشعب واقترحوه على الملك عبدالعزيز رحمه الله وراجعهم فيه مراراً، وأصروا على إطلاق اسم المملكة العربية السعودية، ولم يندفع أحد من النخب في ذلك الوقت لإضافة وصف الإسلامية على اسم الدولة لأن الإسلام دِين لكل الناس وليس هويَّة وطنية وهو علاقة بين العبد وربه وليس شعاراً.

نحن سعوديون استقينا إسلامنا من أصفى منبع، فالصلاة لم تتوقف في الحرمين الشريفين منذ زمن النبوة، والدروس لم تنقطع سوى أيام معدودات بحكم زمن الفتن، نحن سعوديون جذورنا عربية ونحمل جينات العرب الأقحاح لأننا سلالة كل من عاش على هذه الأرض من ملايين السنين.

الأخ سعودي؟ سؤال يُطرح إما تعجباً أو إعجاباً أو استئناساً أو استنكاراً، كون الصورة الذهنية عن السعودي أنه مثالي في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكه، وهذا أولى وأول ما يجب علينا استشعاره بأن كل واحد منا وطن.