-A +A
مي خالد
إبّان نشاط المنتديات الثقافية في مطلع الألفية كان هناك منتديات محددة مشهورة بتجمعات الإرهابيين بل ونشر مخططات الخلايا الإرهابية قبل وقوعها وفيديوهات مصورة لمقاطع الهجوم والتفجير وأخرى لتعليم صناعة القنابل وغيرها من الأسلحة المعدة للهجوم الإرهابي. هذا غير الترويج للتكفير والتحريض على الكراهية ونشر الفتاوى التي تخدم مواقفهم.

لكن هذه المنتديات ماتت مع مرور الزمن وبسبب ظهور وسائل التواصل الأخرى، بالأخص تويتر وفيسبوك.


من الجيد أن هذه التطبيقات والبرامج لا تساعد الخلايا الإرهابية على النمو وتوسيع شبكة تأثيرها، كما كانت تفعل المنتديات، فما الذي تفعله هذه البرامج لم تكن تفعله المنتديات؟

عام 2017 أطلقت قوقل ومايكروسوفت وتويتر وفيسبوك تطبيقات خاصة لمراقبة الإنترنت، وأعلنت عنها في منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب.

حيث تقوم هذه التطبيقات التي تعتبر تطبيقات من الذكاء الصناعي بمشاركة قواعد البيانات والموارد وتراقب المحتوى وتحلل البيانات لتحظر الحسابات المسيئة وتلغيها تماما. وهذه ليست مهمة بسيطة بالنظر إلى أعداد المستخدمين لتلك البرامج ولعدد المعاملات والتدوينات.

ولأن الذكاء الصناعي لا يكفي لتمييز المحتويات التي تحرض على الكراهية وتشجع على العنف والإرهاب، فإن هذه الشركات العالمية تقوم بتوظيف أعداد كبيرة من الأشخاص لتحليل المحتوى الذي يتشاركه الناس أو يتداولونه.

ولمواكبة هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب فقد أسست المملكة جهة للأمن السيبراني. فنحن يجب أن نكون متيقظين في الحياة الواقعية وعلى الإنترنت كذلك لدعوات الإرهاب، لأننا من أكثر البلدان التي تعرضت لهجماته واستهداف خلاياه.

ودور المستخدم السعودي العادي لهذه الشبكات هو الإبلاغ عن إساءة الاستخدام والتحريض والكلام الذي يحض على الكراهية والمحتوى المزعج، فهو باكورة خطابات الإرهاب والتحريض على القتل والتكفير.

فهذا العمل لا يتعارض مع «حرية التعبير»، بل يضبطها ويحمي الوطن.