-A +A
عابد هاشم
• ليس هناك أدنى شك فيما يحظى به إعلامنا الرياضي بشكل عام، والإعلام الرياضي المرئي بشكل خاص، من الإمكانات والخبرات والكوادر الإعلامية المؤهلة أكاديمياً، والمعززة بالممارسة والتجربة في مختلف تخصصات العمل الإعلامي الرياضي، بما في ذلك البرامج الرياضية بمختلف اهتماماتها.

•• كذلك هو الاعتزاز والتقدير بمن يتم استقطابهم للمشاركة في بعض البرامج الرياضية، وخصوصاً منهم من ذوي الاختصاص والخبرة، ومن بين هذه البرامج، البرامج المعنية بموضوع هذا التناول، وهي بعض برامجنا الرياضية الفضائية المفرطة في الإسهاب وهدر الوقت، بمعنى أن محور الارتكاز لهذا التناول الذي تمليه أمانة الكلمة ومسؤوليتها في تسليط الضوء على كل ما يهدف لخدمة الصالح العام لا علاقة له ببعض المقومات الإيجابية المذكورة أعلاه، وأعني تحديداً الإمكانات المتوفرة لهذه البرامج، والمشاركين في حلقات هذه البرامج، نعم لا علاقة لهذين المحورين بالوقت المهدور الذي يستنزف «يومياً» في تقديم كل حلقة من حلقات هذا البعض من برامجنا الرياضية، حيث يمتد بث «الحلقة» لثلاث ساعات!


•• فلا هذه الإمكانات، ولا هؤلاء المشاركين لهم دخل في التخطيط لهذه البرامج، ولا في إعدادها، ولا في منح كل حلقة من حلقاتها اليومية كل هذه الساعات الطوال، وعلى ماذا؟ على مناقشة بعض الأخبار والأحداث أو الملابسات المتعلقة بمباريات كرة القدم السعودية المقامة في ذلك اليوم، كل هذه المواد التي تستنزف يومياً في هذا البعض من برامجنا الرياضية، ثلاث ساعات، تجدها تقدم في نفس اليوم بمنتهى المهنية والاحترافية والمواكبة الواعية لهذا العصر وتحدياته عبر ذلك الأنموذج الاستثنائي من البرامج الرياضية النوعية، مدة حلقة هذا الأنموذج لا تتجاوز ساعة واحدة، وبرغم ما يتخلل هذه الساعة من الإعلانات، إلا أن المهنية والاحترافية لدى ربان هذا البرنامج الرياضي النوعي تطوع الوقت المتبقي من عمر الحلقة لاستيعاب المواد المعدة بإتقان وإيجاز، وهو ما يجعل كل حلقة من حلقات البرنامج، وفي أقل من ساعة، تثري المشاهد الرياضي «بالسهل الممتنع» من المواد والأحداث والقضايا والأخبار المعززة بحوارات مباشرة مع المعنيين والمختصين بكل حدث آني يتم تناوله، وكل ما يستعصي على المشاهد الرياضي العثور عليه في «زبد» تلك البرامج الرياضية المهدرة للوقت يجده بكل يسر وسلاسة في هذا النوعي والاستثنائي من البرامج الرياضية التي تركز على «ما قل ودل»!

•• يُحكى أن حطاباً كان يتفانى ويهدر الوقت والجهد في قطع شجرة، ولكن دون جدوى، فرآه أحدهم وهو في هذا العناء دون نتيجة، فاقترب منه وتلمس فأسه، ثم قال له: لماذا أيها الحطاب لا تشحذ فأسك؟، فرد عليه الحطاب: اذهب عني فأنا مشغول! ولو أن الحطاب ترك اللامبالاة وعمل بالنصيحة، لحقق الهدف المنشود في وقت وجيز، دون هدر للوقت والجهد! وللحديث بقية، والله من وراء القصد.

تأمل:

«فأما الزبد فيذهب جفاء»