-A +A
خالد السليمان
لا يتوقف وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء وليد الصمعاني عن مفاجأتي، فالإدارة في عهد هذا الرجل لا تخطو نحو الأمام بل تقفز قفزات هائلة، آخر الإصلاحات التي تم تحقيقها في مجلس القضاء الأعلى صدور تعميم قضائي بعدم الأخذ بالشبهة في إصدار العقوبات في الأحكام القضائية، فإما إدانة أو براءة!

القرار برأيي منعطف تاريخي في تاريخ القضاء السعودي، يحد من الحكم بالشبهة أو الاستناد إلى القرائن الضعيفة في معاقبة المتهمين، ويراعي المبادئ الشرعية والنظامية التي توجب ثبوت الإدانة في ارتكاب الجريمة، بعد أن كانت الشبهة في بعض القضايا من الأوصاف التي تتضمنها لائحة الدعوى!


المجلس كلف أمانته العامة بمتابعة تطبيق القرار في المحاكم كافة وأناط بإدارة التفتيش القضائي اتخاذ ما يلزم من إجراءات حيال تطبيق المحاكم له بدقة وعناية واتخاذ اللازم تجاه ما يخالفه، وربما وجب أيضا إيجاد آلية لمراجعة الأحكام السابقة لضمان تحقق العدالة التامة ورد اعتبار المتضررين!

القضاء هو الحصن الأول والأخير لتحقق العدالة، وتحصين أسواره وسد ثغراته هو الضمانة الأصيلة لتحقيق مضامين العدالة عند إصدار الأحكام وإقامة الحدود أو درئها والأخذ بالأدلة والقرائن المعتبرة والحد من الاجتهاد المبني على القرائن الضعيفة وصولا إلى الحقيقة وتحقيق العدالة التامة، فلا عقوبة للشبهة بعد اليوم فإما إدانة أو براءة!