-A +A
ماجد الفهمي
سأخبر الأهلاويين سراً معلناً لم يتفوه به أحد غير الجميع، إذ مارسه البعض كمحطة وصولية، وامتهنه آخرون كوسيلةٍ تحقق غاية، وارتدى بعض رداء الفضيلة ستراً لخبث، وبسببهم عم شر ما سبق على خير الأصلاء الذين جعلوا من الأهلي غاية وهمّاً وحياة.

هذا السر كان داءً وأخشى أنه قد أصبح مزمناً، فاتقوا شر الداء بدواء الوقاية.. ولست أقسو هنا بقدر ما أريح صدري وأفضفض بعضاً مما أعلم خوفاً على كبيرٍ على أكتافه ورف يراع رياضةٍ بها نتنفس.


في الأهلي: كل نظيرٍ يعادي نظيره، ولكلٍ مآرب تختلف باختلاف المطامع، فالجمهور يحارب الجمهور، والإداري يعادي الإداري، والإعلامي يعادي الإعلامي، وعضو الشرف يحارب عضو الشرف، وكل ما سبق يحارب كل ما سبق لأجل أن يكون الفرد بطلاً، ويبدأ الأبطال بسن الرماح بغير قصد على من كان عليه يكون وحده البطل (الأهلي).

الكل يحمل صك الوصاية على كبيرٍ لا يطلب منهم سوى (دعم) لمن استطاع بماله ولمن أجاد بنفسه ولمن هتف بصوته ولمن اعتلى منبراً وحتى لمن التزم الصمت يتمتم بالأماني يتوسدها ليلة قرير عينٍ وليالي تجفوه حرقة وحيرة.

صوت العتاب وصكوك الوصاية نقشت عاداتها في كل حجر من أحجار قلعةٍ كان على أهلها أن يصطفوا كصف الصلاة وأن تشد أياديهم بعضها لبعض عوناً لا فرعون، ليكتبوا ما كان يجب أن يكتب، أو يضربوا بحديدٍ على من صاغ لنفسه وسيلة وترك الغاية.

حملة تتلوها حملة، لواؤها مجهول، وأفرادها خلف مبدأ أحب هذا وأبغض ذاك، وأحيانا لانتصار رأي عابر، ولم تُكرم مدينة الأهلي لأجل عين. قفوا مع الأهلي، فيكفيه أن شيئاً من كل شيءٍ ضده، ويكفيه أعداءه من خارجه، ويكفيه ما سلب منه وما مضى.

ولأن الفطرة زرعت هذا (الأهلي) في العروق صبياً، ولأن القدر اختارني يوماً أن أكون جزءاً منه بعد أن كان كلي، ولأنني أراه غاية الغايات، اسمعوا قولي واغمضوا العين عن كل ما في النفس وزفوا الأهلي وحده للسماء، لا تجعلوه طريقاً لكل من امتهن الـ(أنا)، حاربوا لأن يقول لكم الأهلي (أنتم أنا) وتقولوا له (نحن أنت). أعدكم حينها سيكون الأهلي ثابت الثوابت بين عواصف لا ترحم.. فقط قفوا مع الأهلي ومن فيه.. والسلام.