-A +A
سلطان الزايدي
استوقفني خبرٌ نشرته إحدى الصحف المتخصصة عن المنتخب السعودي واستعداداته لكأس آسيا، كان فحوى الخبر: «أن بيتزي مدرب المنتخب قد أوقف إحدى المناورات الكروية للمنتخب السعودي، وكان غاضباً وهو يتحدث مع لاعبي المنتخب معبراً عن عدم رضاه عن الأداء الذي شاهده لهم أثناء المناورة، قائلاً لهم: لم نحضر إلى الإمارات بغرض النزهة، لدينا مهمةٌ وطنيةٌ كبيرةٌ، ويجب أن نؤدي هذه المهمة بشكلٍ أفضل وبكل قوةٍ؛ حتى نستطيع المحافظة على حظوظنا في المنافسة والفوز بالكأس».

حين يقرأ المتابع للمنتخب السعودي واستعداداته خبراً كهذا سيشعر بالإحباط، ولا أظنُّ بيتزي افتعل هذا الأمر من أجل تحفيز اللاعبين، أو انتظاره منهم ردة فعلٍ مختلفةٍ في البطولة، وواضحٌ أن ما حدث كان حقيقيّاً، فحين يشعر المدرب بتراخي اللاعبين فهو بالتأكيد سيفكر في إعادة الحماس لهم بأيِّ طريقةٍ، وبعض المدربين لا يجد الحلَّ إلا في العمل الجاد، ويسعى جاهداً من أجل أن يخلق هذا الجوَّ في التمارين. وفي تصوري أن شخصية أيِّ مدربٍ لا تظهر إلا أثناء الحصص التدريبية، فالمدرب المتمكن صاحب الشخصية القوية سيجد سهولةً كبيرةً في تنفيذ كل ما يريد من قبل اللاعبين، لكنَّ المدرب المتساهل أو الذي يتعامل مع المجموعة وفق نظام التحفيز والتشجيع فقط دون التركيز على العمل الجاد هو الذي يقوم برسم أسسه قبل أن يبدأ في مهمته.


إن بيتزي مدربٌ جيدٌ، وله سجلٌ تدريبيٌّ جيدٌ، وقد قدَّم مع المنتخب السعودي في كأس العالم أداءً جيداً باستثناء مباراة روسيا، لكن ما زال يجهل بعض التفاصيل المهمة عن اللاعب السعودي، فربما إحساسه بأن اللاعب السعودي لم يصل لمرحلة الاحتراف الحقيقي جعله يبدو متساهلاً بعض الشيء أثناء التمارين، أو حتى في إظهار قدرته الخاصة باختيار عناصر المنتخب دون تأثيرٍ من أحدٍ، أو تنفيذٍ لرغبات أشخاصٍ مقرّبين منه في اتحاد الكرة من باب المصلحة التي تقتضي فعل هذا، فمن المنطق أن يتساءل أيُّ متابعٍ للدوري السعودي عن سرِّ إبعاد «سلطان الغنام ومحمد كنو» عن المنتخب، وهناك أيضاً أسماءٌ أخرى مهمةٌ لم يتم استدعاؤها للمنتخب، فلماذا يصرِّح «بيتزي» ويقول: لدينا لاعبو وسطٍ يستطيعون أن يلعبوا في خانة الظهير الأيمن، وهناك أظهرةٌ في الأندية تؤدي بشكلٍ جيدٍ دون الاستعانة بلاعب وسط..!؟ لهذا أعتقد أن شخصية بيتزي مع المنتخب السعودي قد تغيرت وأصبحت أقل قوةً وتأثيراً..!

# تغريدة:

في أمم آسيا... المهمة صعبة.