-A +A
خالد السليمان
عام جديد بنفس الوجوه القديمة، في الحقيقة لن يحمل العام الجديد أي جديد، فالعام القديم سيرحل له جميع التزاماته ومسؤولياته وأزماته وهمومه !

في صغرنا كنا نظن أننا سنفيق صباح يوم رأس السنة الجديدة على عالم غير العالم الذي نعهده، وقد طوى العام الماضي كل صفحاته وننظر من النافذة إلى عالم جديد تشرق عليه شمس جديدة، لكن الحقيقة أننا كنا نعود لنتصفح نفس الصفحات وإن زادتها الأحبار السوداء أحيانا سوادا !


الذين في مثل عمري يستطيعون أن يقيموا تجاربهم في مسيرة الحياة مع تعاقب السنين، وصغار السن يستطيعون أن يقرأوا التاريخ وسيجد كلاهما أنهما وصلا إلى نفس المحصلة: غالبا.. كل عام لكثير من البشر أكثر بؤسا مما سبقه !

عربيا، ما زادتنا السنين إلا تشرذما وفرقة وضعفا وشتاتا، وعالميا مازادتنا الأيام إلا أزمات وجوعا وحروبا، الشيء الوحيد الذي يعزينا نحن السعوديون هو أننا في بلادنا ولله الحمد ماضون وسط حقول الألغام المحيطة بنا تحفنا عناية الله وترشدنا نوايانا الحسنة نحو بر الأمان !

بالنسبة للكثيرين لا تعني تواريخ الأيام الشيء الكثير، فباستثناء تاريخ استلام الراتب فكل الأيام متشابهة من أول السنة إلى آخرها، كلها أيام كفاح للحياة ومسؤولياتها، ومكابدة للمعيشة ومتطلباتها، الصغير يفكر بالمستقبل والكبير يفكر بالحاضر وكلاهما يحمل هما لا ينتهي إلا في اللحظة الأخيرة من الحياة !

وكل عام وأنتم بحال أفضل.. كما أرجو !