-A +A
هيلة المشوح
لا أعتقد أن فينا من ينكر أننا نصنع أناسا ينقلبون علينا، نكرمهم فيتنكرون لنا، نطعمهم فينهشون أيدينا بعد أن يشبعوا، نعاملهم بأخلاقنا وعاداتنا ويشتموننا حين تنتهي مهمتهم، والسؤال هنا: هل الإشكالية فينا وفي جهلنا بالتعامل مع المجتمعات الأخرى كوننا نتاج صحراء عودتنا العطاء دون مقابل والكرم دون انتظار رده؟ أم أننا لا نحسن اختيار أصدقائنا؟ أم أننا طبيعيون ولكن الخلل بمن بيت النوايا واستغل عاطفتنا وطيبتنا وسجايانا الكريمة؟ الأكيد أن هناك خللا وخللا كبيرا!

نصادف كل فترة من ينقلب علينا خصوصاً على الصعيد الإعلامي -وهو محورنا- وجل هذه الانقلابات من عرب احتضناهم في وطننا فأكلوا خيره وملؤوا البطون والحسابات البنكية، قد تطول مدة خدمتهم أو تقصر والنتيجة واحدة «النكران والجحود» فتلك مثلاً كاتبة احتضنتها صحافتنا وأغدقتها لعقدين تظهر خاتمتها فتكشر عن أنياب الغل على وطننا وقيادته، وذلك الإعلامي الذي كبر وتضخم اسمه وتورم رصيده البنكي جراء برنامج مسابقات شهير على إحدى قنواتنا يصافح عدونا ويشيد بأحد أذرعة الإرهاب التي أثارت القلاقل في منطقتنا وزرعت الشر والطائفية والاحتراب، وذلك الذي كان ربيبة إعلامنا وصحافتنا يشتمنا الآن على كل منبر فما الذي يجري؟


نحن لانحتاج مديحا أو ثناء منهم، نحن مصدومون من أذيتهم لنا بعد الشبع والنكران بعد الرخاء، نحن نستغرب حين تنتهي خدمات أحدهم لماذا لا ينسحب بهدوء دون توجيه الاتهامات والإساءات!

في رأيي أن الفترة القادمة وتماهياً مع الرؤية الواعدة والتحولات الكبيرة في المملكة يجب أن تكون هناك آلية في اختيار من يمثلنا بطريقة عملية قوامها أبناء هذا الوطن الأوفياء فلدينا الكفاءات والأقلام الرائعة والوجوه الإعلامية -من الجنسين- التي بدأت تظهر لتصدمنا بكفاءاتها ومؤهلاتها العالية وليس علينا إلا إعطاء الفرص وتذليل الصعوبات لشباب الوطن ليظهروا وجهه الحقيقي دون الحاجة لقلم يلمع وهو يبيت الجحود أو إعلامي يظهر الولاء ويشتم بالخفاء، وأملي كبير في معالي وزير الإعلام تركي الشبانة وتطلعاته لإعلام واعد مختلف أهم دعاماته المواطن!