-A +A
إبراهيم عقيلي
بعض إداريي الأندية والمعنيين بالتعامل مع اللاعبين، يظنون أنهم يمسكون بعصا موسى، ومن تحت إدارتهم ينفذون أوامرهم، وبعضهم يتصور بأنه كائن خارق يلقي عصاه فتلقف ما يأفكون. هؤلاء تحديدا هم من ينخرون سفينة الإنجاز ويحيلونها إلى خراب، خاصة إذا منحوا كامل الصلاحيات، لأن العجرفة الإدارية باتت ضمن المبادئ الإدارية القديمة، وروادها إما جهلة في الإدارة أو من مدارس بالية لم يعد لها ذكر. المدارس الحديثة تشدد على التحفيز وبث روح الفريق الواحد، وتجاوز الأخطاء، وأن العامل كائن بشري يغضب اليوم ويصفح غدا، يهمل اليوم فيعوض إخفاقه، مدارس اليوم لم تعد تعترف بقاعدة «نفذ ثم ناقش»، ومبدأ «اقطع عرق وسيح دمه»، خاصة وأنت تدير لاعبين لهم نجوميتهم ولهم طقوسهم، تسعدهم كلمة إشادة، ويلهب حماسهم شكر وتقدير. يحتاجون لمن يستند على شعرة معاوية، فبين الشد والجذب تحتوي كل مشكلاتهم.

اللاعبون بشر وليسوا من كائنات أخرى، خاصة إذا كانوا من نجوم المجتمع، فالمسؤولية تتضاعف والخبرات تصبح مطلبا، فمن سينبه الممسكون بالعصا بأنكم لا تملكون معجزات موسى، وعجرفتكم الإدارية مجرد وهم، ستنهي فرحة الجماهير وتوقف إنجازات الأندية. الإدارة فن، وتخصص، ودراسة، ولا تأتي إلا بتراكم الخبرات وزيادة التجارب.


أؤكد على ضرورة الاختيار الإداري، لأن سوء الاختيار يهدر الملايين التي تنفقها الدولة على الأندية، فالعقود التي تدعمها الدولة والتسهيلات التي تقدمها، قد يبددها إداري وضع في غير مكانه، ليحيل الدعم إلى دمار، ويهدر طاقات الفريق، ولا يفيق الكبار إلا على الكارثة، والكارثة هنا أن الإداريين يرحلون مخلفين وراءهم أندية خاوية من اللاعبين المتميزين، ولا يبقى إلا مطأطئ الرأس، حتى لو كان بنصف موهبة. فحضرة المدير لم يعجبه طريقة اللاعب، أو أن نجوميته باتت تحرق غيرته، خاصة لو كان من المغمورين رياضيا وإداريا. وإذا كنا نرى أن هذه المشكلة هي مشكلة كل موسم، فالقضية ضررها يكون أكبر هذا الموسم لأن الهيئة العامة للرياضة دعمت كافة الأندية دون استثناء، وكان عليها لزاما أن تختار الكفوء لإدارة الأندية. فالاختيار الخاطئ إهدار للمال العام.

فاصلة:

لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، لأنهم إذا مدوها خليتها واذا خلو مددتها.