-A +A
عبدالفتاح أبو مدين
كنت قادماً بسيارتي من المدينة المنورة ومعي قرينتي، وكنا قد تأخرنا في رحلتنا من بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدى تأخرنا من التحرك من المدينة كان عصراً، وسرعة السيارة نحو المائة كيلومتر في الساعة، حينما قربت من جدة والبحر عن يميني كان الضباب الذي دخلت فيه فجأة، أما قبل ذلك فقد كانت الحال سليمة وأضواء السيارة تتيح لي السير في أمان ! غير أن ضباب البحر حال بيني وبين الطريق في مساري، لكن الضباب سدّ عليّ الرؤية، فدخلت في ظلام في مناخ البحر فلم أر أمامي طريقاً ! وهذه الحال مضى عليها نحو ثلاثة عقود ! رفعت رجلي شطراً عن داعس البنزين، وكنت بفضل الله ثابت الجأش صابراً حتى شاء الحق بفضله أن نسلم من الخروج عن الطريق المعبّد وسلمنا من الانزلاق إذا خرجت عن الطريق فحفظنا الحق سبحانه ! ذلك أن الظلام لم يعد يجعلني التزم الطريق في مساري، فحمدت الله سبحانه المنجي والحافظ وكأني ولدت من جديد ! وهذه النجاة فضل الله وحده، وهو سبحانه الحافظ والمنجي !

* كاتب سعودي


a_abumadian@hotmail.com