-A +A
عبير الفوزان
أعترف أن صحيفة واشنطن بوست العريقة لها أسلوب مغاير في الاستقصاء الصحفي، حيث تتبع مصادر استخباراتية متعددة.. تنجح وتصيب أو تخطئ أحيانا، لكنها لا تفشل إذ تترك أثرا من الصعب أن يُمحى.

بعد فضيحة ووتر غيت في أوائل السبعينات الميلادية من القرن الماضي والتي كشفتها واشنطن بوست على أولى صفحاتها واستقالة ريتشارد نيكسون بسببها، والصحيفة تمثل سُلطة بمعناها الحقيقي.


ظهرت واشنطن بوست منذ 2017 كلاعب في سماء الشرق الأوسط الافتراضي، عندما نشرت مزاعم، تم تفنيدها، حول قرصنة الإمارات لموقع وكالة الأنباء القطرية، ثم استكتبت أقلاما مناهضة ضد حكوماتها في الشرق الأوسط، وكأنها تمثل دور قناة الجزيرة، ولكن تحت غطاء الديمقراطية والحريات..إلخ بعد حادثة خاشقجي المؤسفة قررت واشنطن بوست أن تلعب الدور ذاته في السبعينات الميلادية لتكون سُلطة ضد المملكة العربية السعودية، وذلك بتوجيه ودفع من النظام القطري الذي تطوع مع استخباراته المتعددة ليكون مصدرا ملهما للصحيفة سالفة الذكر، وظهرت أقلام أمريكية في سماء الشرق الأوسط لاقت من الصيت مثل ما لاقى الصحفي بوب ودورد مفجر فضيحة ووترغيت.

اليوم تظهر للعلن قصص جديدة وحكايات صغيرة قد لا يلتفت لها البعض، لكنها تنبئ عن فضائح في قسم كتاب الرأي في تلك الصحيفة العريقة التي تتطوع الاستخبارات المعادية للدول أو الأحزاب لمساعدتها بالمجان.

لقد اكتشفت واشنطن بوست.. هكذا فجأة.. أنها مجرد وسيلة لأهداف مشبوهة، فالكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي أفضى إلى ربه، لم يكن هو من يكتب مقالاته، بل من يكتبها عنه رئيسة تنفيذية لمؤسسة قطرية دولية تدعى ماغي ميتشل.. وماغي هذه سيرتها تغني عن أي حديث.. ربما كانت مثل رجل الاستخبارات مارك وليام فليت الملقب بـ (ثروت ديب) الذي ساعد الصحفي ودورد في كشف ووترغيت.. لكن العجيب هو اعتراف الصحيفة بذلك.. هل هو بسبب المقال الأخير المُدعى أنه لخاشقجي.. أم هناك قصص أخرى؟!

* كاتبة سعودية

monaalmaliki@