-A +A
خالد السليمان
معظم أحاديث الوزراء في اللقاءات التي تعقب إعلان الميزانية العامة هي أقرب إلى الأماني والوعود وإشباع الأحاسيس منها إلى ما يلتزمون بتحقيقه على أرض الواقع، وربما كان أجدى أن تخصص مثل هذه اللقاءات إلى كشف حساب لإنجازات وعود والتزامات سنة الميزانية السابقة لا القادمة!

من المهم جدا أن يدرك المسؤول أن نتائج أعماله تدون على صفحات الواقع لا التقارير، فعندما يحدثنا على سبيل المثال وزير الصحة عن مشاريع وخطط وزارته فإن المعيار الوحيد لقياس نجاحها هو ما يجده المواطن من مستوى للخدمات الصحية المقدمة له أو التي تلبي احتياجاته، والأمر كذلك لوزير الإسكان الذي وحدها الأسقف تظلل نجاحه، بينما ننتظر من وزير العمل حلولا لمشكلات البطالة في سوق العمل وليس على صفحات الورق أو شاشات «البرزنتيشنز»، وتفسيرا للأرقام التي كشفتها هيئة الإحصاءات عن أعداد الأجانب المتزايدة رغم ما أُعلن عن مغادرة أكثر من مليونين منهم!


أما وزير التعليم فهو يحمل على كتفيه أعظم مسؤولية بين جميع الوزراء، فهو الذي يبذر ويسقي المستقبل، وعندما يتعلق الأمر بمحصول يعتمد عليه البقاء فإن ضمان النجاح لا يعود خيارا بل محتما!

الأمر لا يختلف بالنسبة لجميع المسؤولين أيا كانت مواقعهم وتفاوتت مسؤولياتهم، فالمسألة تتعلق بمشروع وطن لا أشخاص، وحصاد النجاح كما هو حصاد أي فشل لا قدر الله يجنيه الوطن إن كان ثمرا حلوا أو شوكا علقما!

ليكن مؤتمر إعلان الميزانية القادمة كشف حساب للميزانية السابقة، وليحدثنا كل مسؤول عما أنجز لا عما سينجز!